كتب النقد الأدبي

كتاب الحرية والطوفان – جبرا إبراهيم جبرا

الكاتب مسجل لحياة المجتمع، وهو يسجلها على مستواها الظاهر ومستواها المحجوب. وهو يسجلها كما يراها هو، لا كما يريده المجتمع أن يراها. لأن مهمته الكبرى الإخلاص لعينيه وإحساسه، بينما يؤت المجتمع التمويه عن قصد أو غير قصد، فيحاول تغطية علله أو تبريرها بشتى الأساليب التي لا تنطلي على الكاتب. الكاتب خارج على المجتمع، لأنه غير راض عنه، ويرفض التواطؤ معه على الفساد والظلم، غاضب عليه لغو غائتيه، لقصوره في العقل والعاطفة، لعيشه على تبادل الخداع بين أفراده، لعجزه عن رؤية الجمال والحس به، والكاتب هو المخلوق الوحيد الذي يصعد سلم المجتمع ويهبطه، يتردد دوما بين أعلاه وأسفله، بحثاً عن “الإنسان” الإنسان المركب من لحم وعظم، من حزن وفرح وجوع وشبق، لأنه يعشق هذا الإنسان. الكاتب مراقب لمأساة الحياة في المجتمع. إنه يرقب تخبط الإنسان بين مطامحه ومخاوفه وكبريائه. انه يرقب الورود ترفع خدها للشمس، ويرى الأفاعي المخفية تحت أوراقها. إنه يضحك من مجتمعه ويبكي عليه معاً. الكاتب رأس جسر لانطلاق المجتمع. من قلمه يصيب نيراناً على العوائق المنصوبة في وجه المجتمع. وهو محفز المجتمع ودليله. ولا يستطيع أن يقوم بهذا الدور، إلا لأنه يدرك مواطن الضعف والقوة في جماعته، وبوسع عينهم أن تتعدى يومهم إلى غدهم هذا لا يعني أن المجتمع يعترف بالكاتب.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى