كتاب فيما وراء الله والدين – بوجاوي ناصر الدين وبوزيدي نعيم
ينشد هذا الكتاب المتواضع التعريف بأحد الفلاسفة ذائعي الصيت في فرنسا، وهو فيلسوف التشاؤم والمواجيد “إميل سيوران”، حيث اختار الباحثان بوجاوي ناصر الدين وبوزيدي نعيم، موضوعات بعينها ما انفكت ترد على نحو متواتر في مصنفاته، وبموجبها الإضاءة على جانب في غاية الأهمية من فلسفته الحدسانية، وما هذه الموضوعات إلا ثالوث الله، الدين، الإيمان، وإثر ذلك أجليا أنحاء تطرقه الفلسفي إليها وطرافة وأصالة أطروحته عنها، بما في يقينيات وثوابت لدى المؤمن، في مقام الارتياب ومثوى التناقض، مدشنة ضربًا من ضروب اللاهوت ما بعد الحداثي الذي يفحم الصيرورة والارتياب مواجيد شعورية لا تفتأ عن الانتقال من حال إلى Le religioux والديني Dieu في تكون وقوام ذلكم الثالوث المفاهيمي، ويجعل على أعقاب ذلك من الله حال، ولا تبرح عن ارتياد آفاق ارتياب المعنى ومكامن التيه ومواضع الهشاشة البشرية، ولقد طرحا إشكالات عديدة تدور كلها حول إشكاليتين رئيستين تمت من غير الركون إلى اليقين؟ أمن الإمكان أن يغدو المرء مقاماً للروحانية وحضرة للألوهي Lo religieux صياغتهما على هذا المنوال: أيمكن اختبار الديني من غير جزميات العقائد وتعصب الأديان؟
وأفضت بهما إجابات سيوران إلى إقرار بإمكانية تفكر «الله» واختبار الديني فيما وراء لاهوت الأديان وبمعزل عن مقولات اليقين والنسق، وعلى هدي هذه الرؤية الحدسانية، جرى تقديم الإرهاصات الأولى للاهوت جديد لا يتأسس على البناء العقلاني ولا على الاعتناق العقدي، بل على خبرات نفسانية ومواجيد ناسوتية قوامها الترحال والتسآل بحثًا عن الله من وجه وقوامها من وجه آخر اعتراف بهشاشة الإنسان وتناقضاته.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
