روايات عربية
رواية وبيننا أنثى – رنده العمانى
هل صحيح أن المرأة لا تشعر بأنوثتها إلاّ عندما تحب؟ وأن أجمل ما يحصل في الحياة ليس ما نبحث عنه بل ما نتعثر به؟ تلك هي حال “مريم” بطلة رواية “وبيننا أنثى” للكاتبة السعودية رندة العماني، هي أنثى ولدت من رحم الهوى ولدت لتعيش أجمل قصة حب مع “كريم” بعد أن ذابت قطعة من الجليد تفصل بينها وبين أنثاها التي تسكنها والتي عرفتها لأول مرة.
تشكل مريم، بطلة الرواية وراويتها الوحيدة النموذج الأنثوي السائد في المجتمعات العربية وهي المرأة التي يتوجب عليها إخفاء عواطفها عمن تحب حتى أجل غير مسمى وهذا الأجل عندما حان وقته اكتشفت مريم أنها امرأة أخرى غير التي رافقتها سنوات وذلك حينما اعترف لها كريم بحبه لأول مرّة؛ الحب الذي كان يوماً ما حلماً وأصبح واقعاً حتى أنه بدأ يخطط لغدِه معها، “أنا وأنت هنا معاً.. وبيننا أنثى أظن بأنها أنا.. فإن كانت هي أنا.. فأين ذهبت أناي الأخرى.. أين ذهبت بألعابها وكتبها وأحلام يقظتها البريئة أشعر بها تنزوي في ركن بعيد من ذاكرتي.. تنظر لي وتهمس.. أطمأني لن أذهب أبعد من ذلك.. أذهبي أنت وأبحثي عن حلمنا معاً.. عن غدنا معاً.. عنكما معاً.. انظر له في صمتنا.. فيهاجمني أمسي ويومي وأنثى بيننا… زخم من الأفكار يتقاذفني في لحظات صمتنا حتى يأخذنا مجرى الكلام.. فتشحذ أنثاي لساني.. ليطاوعها في سكب التعاويذ على قلبه هو..”.
في “وبيننا أنثى” تنجح رندة العماني في التغلغل بعمق إلى نفسية المرأة وأفكارها، في حالاتها المختلفة، من خلال رصد التحولات في شخصية بطلتها مريم، كما في الحوار الذي تقيمه بينها وبين كريم الذي يأتي كمنولوج داخلي تارة وبشكل مباشر تارة أخرى، والسير باتجاه الرومانسية المطلقة، التي تبلغ شأوها في استعارات جميلة، أو كنايات معبرة، أوصور شعرية، ممّا يدخل في المستوى غير المباشر للكتابة ….
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب