كتاب عبد الله الطريقي – صخور النفط ورمال السياسة – محمد عبد الله السيف
يمثل الشيخ عبد الله بن حمود الطريقي، أول وزير للنفط في المملكة العربية السعودية، ظاهرة فريدة ومتميزة ومثيرة، لا على مستوى وطنه السعودية فحسب، بل على مستوى الوطن العربي أجمع، بما حققه من سمعة وصيت في مجال صناعة النفط العربي، حيث يعد من طلائع خبراء النفط العربي، ومن أوائلهم، إن لم يكن الأول، في التخصص الدقيق في مجال النفط والحصول على شهادة عالية في هذا المجال ومن جامعة أميركية عريقة.
تبدأ الإثارة في حياة الطريقي منذ نعومة أظفاره وفي يفاعته ومرحلة شبابه، ثم في معترك حياته الوظيفية، حينما بدأ في مشاكسة شركة النفط العاملة في بلاده، ثم في بزوغ نجمه على مستوى الوطن العربي بعد تصريحاته المثيرة التي دأب على إطلاقها في مؤتمرات النفط العربي، ثم في تخطيطه وتنسيقه من أجل إنشاء كيان يجمع الدول المنتجة للنفط لمواجهة احتكارات الشركات العاملة في حقول النفط، لا العربي فحسب، بل العالمي.
بعد أن عين وزيراً، زادت إثارته، وحينما أعفي من منصبه بلغت الإثارة لديه ذروتها إذ تخلص من أعباء الوظيفة وتحرر من مسؤولياتها، ليكون المجال مفتوحاً أمامه لمهاجمة شركات النفط العاملة في المنطقة العربية ومشاكستها، من خلال مقالاته وأبحاثه ومشاركاته في مؤتمرات النفط، العربية والدولية، ولم تنته الإثارة حتى بعد أن ووري في الثرى، ذلك أنه طرح وحمل على عاتقه رسالة، عمل من أجلها وكافح، وضحى في سبيلها بمنصب وزاري مهم في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم!
وما يسعى إليه هذا الكتاب هو الكشف عن جوانب مهمة من حياة عبد الله الطريقي، وذلك من خلال دراسة كافة المقالات الصحفية التي تضمنت إشارات إليه، هذا إلى جانب الكتب التي تناولته أو عرض لشيء من إنجازاته، ولا يخفى الدور الذي لعبه الأصدقاء والزملاء للشيخ الطريقي في الكشف عن حياته الخاصة والعامة، والهدف من ذلك كله هو كتابة وتوثيق سيرته ومسيرته، وعرض رحلته العلمية والعملية، التي بلغت الثمانين عاماً، بكل ما تحقق فيها من منجزات وإنجازات، وما تخللها من طموحات، وما أحاط بها من خيبة آمال، فكان هذا الكتاب الذي قسم إلى أبواب ثلاثة: الباب الأول: ويتضمن سيرته ومسيرته من مولده حتى وفاته. الباب الثاني: ويتضمن آراءه وأفكاره ورؤاه، التي طرحها ونشرها في مجلته. الباب الثالث: ويتضمن بعض الشهادات والدراسات التي كتبت عن عبد الله الطريقي، إما بعد وفاته أو بطلب من كاتب السيرة. والتي رأى كاتب السيرة أهمية تضمينها الكتاب. كما أفرد ملحقاً خاصاً بالوثائق.
الناشر:
يسلط الكتاب الضوء على بدايات صناعة النفط العربي وظروف نشأة وعي فكري بترولي في المنطقة، من خلال تناول سيرة أحد الآباء المؤسسين في صناعة النفط العربي، وأحد أبرز دعاة تحرير الثروات العربية القومية، من خلال مقاومة احتكار شركات النفط الأجنبية لامتيازاتها النفطية في المنطقة العربية.
اتكأ كاتب السيرة على المعلومة والوثيقة والصورة والتحليل، ليوثق سيرة أول وزير نفط في التاريخ السعودي، مبتدئاً من مولده وظروف نشأته في مسقط رأسه الزلفي (وسط السعودية) ومتتبعاً مسار حياته المبكرة وتنقلاته في الكويت والهند ومصر، ثم أميركا التي تخرج فيها عام 1948م. عارضاً لمسيرته العملية في صناعة النفط العربي وتأسيس دعائمه من خلال صراعه الطويل مع شركة النفط الأجنبية، ومن ثم دوره الرئيس في تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط، لتخرج بذلك الحكومات من تحت رحمة الشركات.
عمد كاتب السيرة إلى تأريخ مرحلة جيل عربي، شكل الطلائع العربية الأولى، التي تلقت تعليمها في الغرب، ثم عادت بعد وعي ونضال لمقاومة الهيمنة الغربية على الثروات القومية، لتبدأ فصول علاقة طويلة ووثيقة ما بين النفط والسياسة. ولقد وظف الطريقي جهده ووعيه السياسي في خدمة قضايا أمته العربية، حينما رفع شعاره “نفط العرب للعرب” الذي تجاوز الشعار ليكون مدرسة نفطية وعنواناً لخطة اقتصادية ذات أبعاد سياسية، لها قوامها ومبرراتها العملية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا