رواية يا مريم – سنان انطون
ماذا فعلت هذه الرواية بنا؟ هل كشفت جراحنا وعرتها كي تطهرها قبل أن تقضي علينا؟
أم فضحت عيوبنا دون أقنعة تجملها
أو دروع تخفي هشاشتها، لتتركنا في ركن الحزن الخائب، لا يستر أجسادنا سوى ذلك الإرث الثقيل من حقد طائفي بغيض يسعى الى القضاء علينا
هكذا سارت بنا الرواية في طرق معفرة بالخراب، من زمن ماضٍ مضى أهله
الى زمن مُر لا نشعر فيه إلا بالغربة والتشرد والاختناق، فتعيد على مسامعنا هذا التحاور المؤلم بين صوتين جيلين وجهين لعملة واحدة
ليبقى الخلاف حادا” متعبا” بين صوت المنطق، صوت يوسف، وهو يصف الكارثة بقوله “الموضوع أعقد من مسيحي ومسلم
الموضوع سياسة ومصالح، وليس دين”، وصوت الحاضر، صوت جيل بأكمله لم يرى في الوطن ومن الوطن سوى العذاب
صوت مها التي لم تجد في وطنها سوى زمن الحزن والخيبة، لتؤمن أن سعادتها لا تكون إلا في مكان وزمن آخر بعيد عن العراق
وطنها، فتستسلم وتتركه لهم، ليحرقوه ويمثلوا بجثته، ويذرفون عليه الدموع بعد فوات الأوان
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا