رواية تنقيح المخطوطة – محمد الحارثي
في سعيه لتفسير ومقارنة غرابة سلوك الحيوانات والبشر بسلوك كائنات العالم المندثر، تلك التي تزدهر في عصر جيولوجي لتنقرض في آخر، كي تتيح الفرصة لظهور أجيال وسلالات أخرى. يبدو بطل “محمد الحارثي” في عمله الموسوم بـ “تنقيح المخطوطة” مميزاً عن أبطال كثير من القثث التي قرأناها، فهو باحث وجيولوجي وعالم من الطراز الرفيع يفتح أمامنا عالماً ندور فيه بين الواقع والحلم، الشمس والقمر، الأرض والسماء، مصطحباً قارئه في رحلة علمية ممتعة.
تتحدث الرواية عن جيولوجي/ بحاثة يتقلد منصباً في شركة نفط مختص بدراسة الطبقات الرسوبية، وبتأثير من عمله بدا أكثر اهتماماً بقياس الزمن الجيولوجي، وفقاً للحقبة والعصر اللذين عاشت فيهما المستحاثات، “… ابتداء من حقبة ما قبل الحياة… حقبة ما قبل الكمبري [الممتدة ما بين 3800- 540 مليو سنة]، وهي حقبة على بعدها السحيق عن اقدم مخلوقات الأرض إلاَ أنها هيأت لنشوء الحقبة المؤسسة لتجليات الحياة الأولى، حقبة الحياة القديمة: الباليوزي [542- 260 مليون سنة]. وهي حقبة طويلة جداً وتنقسم إلى خمسة عصور هي من الأقدم إلى الأحدث على التوالي: الكمبري، الأوردوفيشي، السَيلوري، الديفوني، الكربوني والبيرمي، تلتها حقبة الحياة الوسطى: الميزوسي [248- 66مليون سنة] المنقسمة، بدورها، إلى ثلاثة عصور: التَرياسي، الجوارسي، والطباشيري…”. في هذا الفضاء الراوئي والتاريخي والجيولوجي تدور رحى الرواية متنقلة بين حقبة الحياة القديمة –الوسطى- الحديثة” بدا فيها “الحارثي” وهو يترك الباب موارباً لقارئه حفاظاً على طبقة رقيقة بين الحقيقة وبين المتن الذي يعبر عنها…
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا