رواية عن الذي يربي حجرًا في بيته – الطاهر شرقاوي
“أنا مغرم بالأحجار الصغيرة، في أدراج دولابي يوجد الكثير منها، بأشكال وأحجام وألوان مختلفة، كما أن هناك العديد من العلب البلاستيكية الشفافة، ممتلئة بأحجار اقتنيتها على مدى السنوات الفائتة، وجمعتها من أماكن مختلفة. ذات مرة احتفظت لفترة طويلة بحجر في حجم قبضة اليد، منقوش عليه ثلاث ورقات طويلة لنبات لا أعرفه، الورقات الثلاث تلتقي في دائرة صغيرة في قلب الحجر، ممتدة إلى أطرافه مثل شعاع الشمس، بدت لي كأوراق متحجرة، وفجأة اختفى الحجر من الأدراج إلى الأبد. أما في الحمام فأضع في الصبانة أحجارًا بحجم حبات الفول والفاصوليا، بيضاء وبنية وسمراء. الأحجار التي أحتفظ بها، كانت تبدو لي في بعض الأحيان شهية، ومغوية لتجربة طعمها، مخمنًا أنها ستكون مثل الحبوب المحمصة، وربما تفوح برائحة تخصها كالفول السوداني، أما التي تجعل لعابي يسيل، وأفكر جديًّا بوضعها في فمي، وأنا أغمض عيني مستمتعًا بنكهتها ورائحتها وصوت قرمشتها بين أسناني، فهي تلك الأحجار التي بلون الشيكولاتة، سواء كانت بلون داكن أو فاتح، وإن كنت أفضل الداكن منها، حيث يكون اللون البنىّ حاضرًا ومركزًا بقوة، يقترب من الولوج في السواد، تمنحنى درجة اللون شعورا مزدوجا بالقِدم والنضج معا
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا