إليف شافاقالروايات العالمية المترجمة
رواية لقيطة إستانبول – إليف شافاق
قطرات المطر تتساقط من ضفائرها السوداء الملقاة على كتفيها العريضين. ومثل جميع نساء عائلة قازانجي، ولدت زليخة بشعر أسود فاحم أجعد، لكنها بخلافهن جميعهن، كانت تحب أن تبقيه هكذا.
وكانت بين الحين والآخر تغمض عينيها الزرقاوين المائلتين إلى اللون الأخضر، اللتين تكونان عادة مفتوحتين على وسعيهما، المتوهجتين بشعلة من الذكاء، تغمضهما نصف إغماضة، فتصبحان مثل خطين لا مباليين يميزان ثلاث فئات من الناس وهم: السذج الذين لا أمل يرجى منهم، والمنطوون على أنفسهم على نحو يائس، والمفعمون بالأمل بشكل يائس. وبما أنها لا تنتمي إلى أي من هذه الفئات الثلاث، كان يصعب فهم هذه اللامبالاة، حتى لو كانت مثل هذه الومضة الخاطفة.
ففي لحظة تكون هنا، تغلف روحها طبقة من عدم الإحساس المخدر، وفي لحظة تالية، تذهب وتبقى وحدها في جسدها.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



