رواية التبر – إبراهيم الكوني
تركز رواية “التبر” على موضوعين أثيرين لدى إبراهيم الكوني: الخطيئة والحرية، وإن كانا لا يستغرقانها. و الخطيئة هنا تتجاوز المعنى الجنسي المباشر لعلاقة الذكر بالأنثى، إنها أقرب إلى المعنى الصوفي حيث الخطيئة هي ارتهان قلب الإنسان لعلائق الدنيا كافة: الأب، الزوجة، الولد، الصديق، الزعامة والمال… الخ.
وإذا كان “المهري الأبلق” قد وقع مريضاً وفقد بهاءه نتيجة عملية جماع وكان لا بد لشفائه واستعاداه لبهائه وطهارته من التفكير عن الخطيئة عبر إخصائه، فإن “اوخيد” الملعون من أبيه وطريد القبيلة بسبب انجذابه إلى المرأة والذي حنث بوعده من أجلها أيضاً والذي استسلم لإغراء التبر (الشرك الأكبر وأس الشر وسبب الصراع بين البشر) على يدي خصمه وعاشق زوجته “دودو” مالك التبر، كان لا بد لطهارته وامتلاك حريته وانعتاقه من العبودية ليس فقط اعتزاله الناس وطلاق زوجته وقتل عاشقها “دودو” والتخلي عن الولد والتبر والقبيلة، وإنما أيضاً التضحية بنفسه وقبوله مستسلماً تقطيع أوصال بدنه من قبل أعدائه محققاً بذلك وصية “الشيخ موسى”: “لا تودع قلبك في مكان غير السماء”.
أخيراً، لعل رواية “التبر” هي الرواية العربية الوحيدة التي يحض فيها حيوان أعظم “المهري الأبلق” على أنه بطل رئيسي لا يقل تأثيره على مسار الأحداث عن شخصيات الرواية الأخرى. وفي هذا تحد لقدرات المبدع الروائي لا يخفي على القارئ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا