رواية الفردوس اليباب – ليلى الجهني
مدن تنهار، وردة تسقط، مدن تغور ،الأنثى في كل مكان معاداة حتى وإن كانت جمادًا، فالرواية لا تقف عند الموت ليكون هو النهاية، ولا تتخذ من جدة بطلة لها -في رأيي- بل هي تستدعي التاريخ الإنساني بكل رموزه لتبرهن على الظلم واللا مساواة في ثنائيات ضدية يحكمها الجور ؛ ليجعل شعارها الموت والحياة، حدث بسيط وشخصيات محددة، والعقدة هي البداية ولحظة التنوير هي النهاية، والرواية تحوي دلالات أعمق من الحديث عن مأساة فتاة أو مدينة تعادلها موضوعيًا، هي عالم نعيشه تتابع الأيام يتغير الناس والتاريخ لا يتغير بل يعيد نفسه، فالفردوس يباب وصَبا المرأة الأولى في الرواية تموت قهرًا، لكنها تلد أشباهًا كثيرات لها، فهي خالدة، كما الرجل يظل عامرًا في الحياة، فدلالات الأسماء هنا تحيل إلى معان عميقة فخالدة بمعنى باقية على أية حالٍ كان بقاؤها، بينما عامر يعني البقاء الثري، فهي تختزل التاريخ في حدث يلد قراءات كثيرة، وتتنامى فيه معاني الرموز لتشكل من هذا النص نصوصًا أخرى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب