رواية جوستين – المركيز دو ساد
هذه واحدة من أكبر الروايات الممنوعة على مدار الأزمنة. يعتبر مؤلفها، المركيز دو ساد، دوناتيه ألفونس فرانسوا)، من أكثر الكتاب الملعونين في التاريخ، حيث يوسم بأنه منحرف، إباحي، منتهك للفضيلة، ومجنون. وإن نشر رواية “جوستين” في طبعة كاملة متاحة للجميع لهو خطوة أخرى نحو الحرية الفكرية للقارئ. كان ساد فيلسوفاً، غريباً نوعاً، فاحشاً نوعاً. لكن يستحق أن نسمعه-وحانت فرصته أخيراً. من هو الغريب الذي بقي اسمه بمصطلح “السادية”؟ والسادية انحراف جنسي تستقى فيه اللذة الحسية من الألم المبتلى، أما المركيز دو ساد فأول من وجد في العنف مادة أدبية. كتب يوان بلوخ أخصائي علم الجنس الأوروبي “كان ضليعاً في الرذيلة. فهو يحتشد واصفاً بدقة مخلصة من تجاربه ومراقباته كل الأمور الشاذة المصاحبة للحياة الجنسية في زمنه بأعماله الرئيسة. وأعماله ذات قيمة ثقافية تاريخية لا جدال فيها، حيث تطلعنا على سمات وصور ومفارقات الحياة الجنسية في فرنسا فترتي الحكم القديم والثورة العظمى”. “جوستين” كابوس طويل، ينطلق بمشاهد عنف وتعذيب وانحراف مغاير. لكن هناك ما يشبه الحلم في هذا الكتاب، يبدو أن المركيز المشؤوم قد ترجم تقريباً خيالاته المحمومة عن الألم إلى ضرب من الأدب. هو كتاب مريب، كتاب مثير يستحث العقل، كما أنه كتاب مريع. لم يقرأه أحد وعاد كما كان، لأن “جوستين”، ككل أدب عظيم، تصبح جزءاً من تجربة القارئ، وإن صدف وقرأها فسيملكه فهم أشد مضاء لقوى الرعب التي تحكم العالم. رواية “جوستين” مجرد خيال طبعاً. فهي نتاج رجل مختل مستوحش منحل مريض، تصادف أنه كان عبقرية أدبية. فما من صفحة تبدي مرض ساد الواضح إلا وتبدي عبقريته أيضاً. لكن هذا الكتاب المعذب والمعذب قطعة فن خالص بالقدر ذاته. فهو يضم مكافآت للقارئ القدير، كما يقدم نظرات سيكولوجية ثاقبة لمن يود فهم تجليات الشر لا تجاهلها. إن نشر “جوستين” في هذا الوقت لهو حدث ثقافي هام.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب