رواية وشم كادول – كريم محمد علي
استغرقت عدة ثوان لأستوعب أين أنا.
نظرت من حولي فوجدت أن النجوم تحاوطني من كل اتجاه، وأمامي خمسة كواكب، وخلفي مجرة مرصعة بالنجوم.
أنا أسبح في كوننا السرمدي!
وهناك عدة شموس مستعرة، أكبرها هي شمس على هيئة (كادول).
ظللت أسبح وأنا أتمنى ألا ينتهي هذا الشعور، فسمعت صوت (كادول) يدوي في الفضاء وهو يقول:
“ابق معي.. وسأجعلك حاكمًا على الأكوان السبعة”
فشعرت بالقوة تنطلق في عروقي، وفعلت كل شيء مجنون أردته منذ صغري.
حلّقت في كل مكان.. شربت عصيرًا مكونًا من النجوم.. كوّنت عقدًا من الأقمار لأهديه لـ(فريدة).
سبحت في كواكب حمراء.. غصت في محيطات أرجوانية.
قاتلت تنينًا، وصنعت لي تمثالًا من حجارة سوداء لامعة لا يوجد مثلها على كوكب الأرض.
ذهبت لكوكب (مارسوز) لأحررهم من الغيلان ذوي الأعين الثلاثة، وحلقت باتجاه كوكبي الخاص (بندويس) لأطمئن على أحوال شعبي المثالي.
أُخرج السيف الموضوع في الحجر الأسطوري منذ مليون عام لأصير ملكًا مطلقًا على كل شيء.
كنت عابر سبيل في كوكب كل سكانه يتقاتلون من أجل المعرفة.. دخلت قصور أقوى شعب موجود في الكون، وقتلت ملكهم لأحصل أنا على كل كنوزهم.
احتسيت نجومًا أكثر.. أكلت أقمارًا أكثر.
قاتلت في جيوش لا بداية لها ولا نهاية من أجل خصلة من شعر امرأة، وعندما انتصرت أخذت أنا تلك الخصلة كجائزة لانتصاري.. أهديت للفراعنة العلم والتكنولوجيا اللازمين لبناء الأهرامات.. نقشت رسوماتي على كهوف (تاسيلي).
علّقت على صدري خنجرًا مصنوعًا من معدن يتحول إلى أي شيء بمجرد أن يلمسه.
كنت مستعدًا لاستكمال الخيال الواقعي للأبد، ولكن للأسف كل هذا لم يدم؛ لأنني سقطت!
سقطت لحوالي ألف سنة، لأصطدم بجدار الواقع، وأجد نفسي في مكان لم أره من قبل.
أعتقد أنني الآن وصلت إلى الجزيرة المهجورة التي حدثني عنها (كادول).
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب