كتاب مطارحات مكيافيلي – نيكولو مكيافيلي
الكتاب لا يمكن تجاوزه لدارسي علم السياسة الحديث، فصاحبه من أرسى أسس الاستقراء في هذا المجال، كما وتنبنى مفهوم الواقعية السياسية، فضلا عن أثره الذي امتد إلى ما بعد عصره ليكون محورا في تفكير موسوليني وهتلر وغيرهما.
وأسجل هنا عدة ملاحظات:
1- ميكافيلي لم يبرر ما يقوله (أخلاقيا) بل ذكر ما يوجد من تعارض بين ما يطرحه وبين الأخلاق بشكل عام، وإن كان ثمة فلسفة يمكن أن تؤصل لطرحه فتجدها عند جون ستيوارت مل في كتابه (النفعية).
2- مواقف كثيرين منه ما هي إلا امتداد لحملة كنسية عليه علما ان الرجل كان معجبا بأفعال (البابا الإسكندر السادس) ويستمد عددا من استنباطاته من (العهد القديم/ التوراة).
3- كثيرون يرفضونه لمجرد اسمه من المنتسبين إلى التيارات الإسلامية علما أن ميكافيلي درس ودرّس داخل تلك التيارات، وكمثال على هذا التلخيص الذي وضعه سعيد حوى لكتاب ميكافيلي (الأمير) في كتابه (فصول في الإمرة والأمير!)
وإن كان هناك تزاحم بين الأخلاق وطرح ميكافيلي فإن الرجل لم يبرر فعله إلا بالمنفعة (المصلحة)، ولم يبرره أخلاقيا على غرار طرح كانط (بالواجب) كما فعل الأخير في كتابه (تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق).
فمن باب أولى إن صح الإنكار الإنكار على مبرري تلك المقالات التي غلفت بقالب من الأخلاق واللاهوت! وفي وقت تصب فيه اللعنات على ميكافيلي كان هناك من يترحم على بابا الكنيسة الكاثوليكية لخدماته ومحبته للبشرية!
4- بقيت ملاحظة أخيرة، وهي أن كتب ميكافيلي ليست غريبة على الثقافة العربية، فقد وصلنا من كتب التراث ما يشبهها وكمثال على هذا كتاب (سر الدارين ومفتاح دار السعادتين) المنسوب للغزالي وقد طبع في (مجموع رسائل الغزالي).
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب