رواية البارون ساكن الأشجار – إيتالو كالفينو
رواية “البارون ساكن الأشجار” هي الجزء الثاني من ثلاثية إيتالو كالفينو “أسلافنا” وقد سبق وأصدرت سلسلة الجوائز الجزء الأول منها: “الفسكونت المشطور”.
في رواية “البارون ساكن الأشجار” يقدم لنا كالفينو خبرة التمرد إلى أقصى حدوده، عندما يصبح التمرد اختياراً للحياة، عندما يصبح اختيااً لا يمكن التراجع عنه حتى الموت، بالرغم من تعرضه للعديد من المآزق والإحباطات، ولكنه اختيار يعبر أيضاً عن رفض المجتمع بريائه الاجتماعي ومايترتب عليه من تصرفات وضرورات لا طائل لها. إنها رؤية الحياة من منظور مختلف جعلت البطل “كزيمو” البعيد فوق الأشجار أقرب لأسرته -بطريقته- من فوق الأشجار، بل أقرب أيضاً إلى من حوله من أشخاص، والاقتراب من أنماط مختلفة من الشخصيات كان من المستحيل التعرف عليها في وجود التقاليد الارستقراطية البالية والسور العالي الذي يفصل بينه وبينهم. وكان اقترابه منهم ومن احتياجاتهم هو الذي دفعه بالتالي لمحالة توعيتهم، ونقل ما تعلمه من الكتب التي قرأها، فأعد مجلات الحائط والمنشورات التي كانت تدعو للحرية وتعرفهم بحقوقهم والتي كان يعلقها في كل مكان فوق الأشجار. وكأن كالفينو يحاول أن ينقل صورته المتخيلة عن المبدع والمثقف من خلال بطله كوزيمو ذلك الذي يعيش مبتعداً عن الأرض.. ربما في عالمه الخيالي، ولكنه من هناك يستطيع أن يرى بصورة أفضل وأكثر شمولية العالم أسفله، ومن ثم يمكنه أن يساعد أيضاً في تطوير وتغيير هذا العالم.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



