رواية غضب العاصفة – سيباستيان جونغر
غضب العاصفة The perfect storm” قصة حقيقية عاشها رجال شجعان في صراعهم مع البحر، يخطها الصحافي “سيباستيان جونغر” يستند فيها إلى وقائع حقيقية حول ست رجال كانوا على مركب الصيد أندريا غايل على ضفة جورجز التي تقع في المحيط الأطلسي شرق ولاية ماساشوستيس الأميركية وهي منطقة محفوفة بالمخاطر؛ وعن عمله هذا يقول جونغر: “كل الحوار في الرواية يستند إلى ذكريات أناس لا يزالون على قيد الحياة ولم يتم أي حوار من الخيال إطلاقاً لقد كتبت نصاً حاولت جاهداً أن يأتي متكاملاً قدر الإمكان عن حدث لا يمكن لأحد من الناس أن يعرفه على حقيقته على كل حال من الأحوال. لكن ذلك العنصر الغامض بالذات في النص والذي من غير المتاح لنا معرفته على حقيقته هو الذي جعل الكتاب ممتعاً بالنسبة إليّ خلال انشغالي بتسطير صفحاته…”.
وعندما نشرت هذه الرواية أدى ذلك “إلى تعرض عائلة شاتفورد – وبلدة غلوسيستر – لصدمة بسبب انتشار القصة على الملأ. صار الناس في العطلات الصيفية يزورون بحيرة كيب الجليدية، والسياح يحجزون غرفاً في عش الغراب، وكان بعضهم يوقفون أفراد عائلة شاتفورد في الشوارع ويضايقونهم بأسئلتهم. “كنت تكتب عن أخي ولم أتمكن من التعامل معك بتعقل”. استمر ريكي في كلامه: “أخبرت الناس أنني سأقتلك”. سوف نبحر مع “جونغر” عبر صفحات كتابه في محطات مؤلمة، يلفها ذهول من هول الكارثة؛ ففي تشرين الأول/أكتوبر 1991، اصطدمت ثلاث تشكيلات مناخية بعيداً عن ساحل نوفاسكوتشيا الكندية لتصنع عاصفة فريدة في عنفها، مطلقة أمواجاً عاتية وصلت إلى ارتفاع ثلاثين متراً، وكانت سفينة صيد أسماك القد أندريا غايل إحدى ضحاياها، والتي اختفت تماماً في أعماق المحيط مع طاقمها المؤلف من ستة بحارة. يأخذنا الروائي عميقاً في عين العاصفة الغاضبة مصوراً تفاصيل إنسانية حية لمواقف الشجاعة والذعر والرهبة التي سادت طاقم السفينة خلال محنتهم، مضيئاً على عالم صيادي الأسماك الذي تستنفذه حرفة مجزية وخطرة في الوقت عينه. ومستعيداً لحظات الرعب الأخيرة من حياة أندريا غايل ومحاولات إنقاذها الجسورة التي صنعت أبطالاً وضحايا، كما ينسج صفحات من تاريخ حرفة الصيد، وعلم العواصف، مقدماً وصفاً إنسانياً صادقاً لوضع الذين مسّتهم العاصفة. إنها أكثر من رواية، إنها ملحمة مثيرة ستُدخل الرعب إلى الأعماق، وتقطع الأنفاس عند قراءتها
تذكر أنك حملت هذه الرواية من موقع قهوة 8 غرب