كتاب آخر الشعر (رحلة النهاية للشعر العمودي في القرن العشرين) – عارف حجاوي
آخر الشعر
إني أتنفس “فوق” الماء، أتنفس الصعداء، فبعد ثلاث عشرة سنة ها إني أخط الصفحة الأخيرة، صفحة الغلاف الخلفي، من آخر أجزاء هذه السلسلة (الزبدة). وسبق “آخر الشعر” هذا أول الشعر وتجدده وتألقه وإحياؤه. فهل أغتنم الفرصة فأغير اسم هذا الكتاب الأخير حتى لا يكون رقعة نعيٍ للشعر العمودي؟ الاسم حلو، وأبقيه لأنه حلو، فأما أن الشعر العمودي قد مات فمسألة سيظل فيها نظر.
ضمت سلسلة (الزبدة) خلاصة الشعر العربي على مدى ألف وخمسمئة سنة. والحلقة الأخيرة من السلسلة، وهي التي بين يديك، تضم آخر العمالقة، بعضهم مشهور شهرة مدوية وبعضهم غير مشهور:
إيليا والقروي وفرحات من المهجر، والأخطل الصغير من بيروت، وعرار من الأردن، وطوقان وأبو سلمى من فلسطين، وعمر أبو ريشة من حلب، وبدوي الجبل من الجبل، وفهد العسكر من الكويت، وناجي من مصر، والشابي من تونس، والبردُّوني من اليمن.
خلاصة شعرهم هنا، وخلاصة حياتهم. ونذكر ما سرقه فلان عن فلان، ونشرح الشعر ونلقي الضوء على المناسبة التي قيل فيها. ولا نبالغ في ذلك، فهذا ليس كتاب تاريخ، لكننا لا ندع الطرفة تفوتنا، ونحتفل بالبيت الجميل وندعو القارئ إلى تذوقه.. إلحاح قد يراه قارئ سمجاً، يقول: اتركني أتذوق بنفسي. وقد يراه قارئ ممتعاً، يقول: نعم، أريد أن يشركني الكاتب في قراءة الشعر وتذوقه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب