كتاب في غابة المرآة (دراسة عن الكلمات والعالم) – ألبيرتو مانغويل
يقوم ألبيرتو مانغويل في مجموعة من مقالاته ودراساته المنتخبة، منسّقة ومبوّبة تحت عنوان “في غابة المرآة”، مثل “أليس في بلاد العجائب”، بطواف شامل داخل غابة القرن العشرين المنصرم، ليسجّل شهادته على زمنه وعلى.. كلماته التي يتلمّس بها حقائق ذلك الزمن مع نهاية الألفية الثانية، تلمّس أصابع الأعمى للأشكال الهاربة المراوغة، دون أن ينسى بطبيعة الحال استشراف آفاق الألفية الثالثة. وقد جمع في دراساته المتنوعة تلك خير ما يتحلى به الكاتب المبدع من مزايا، الجرأة والشجاعة، النزاهة والصدق، تمزيق الأقنعة ورفض جميع التجميلات المنافقة بالإضافة إلى الأسلوب الناصع، والتحليل العميق الشامل. هي شهادة على العصر، وعلى الكلمات. “تاريخنا يقول مانغويل، مصنوع من تلك الخروقات، من ذلك الظلم، من العنف الدموي الغزير، حتى لأتساءل وأنا استعرضه لماذا لا يطوف مجرور الكراهية والبغضاء الذي أنشأناه ليجرفنا جميعاً..” وأما الكلمات فيقول عنها: “في رأيي، إن الكلمات على ورقة تجعل العالم متناسقاً.. ألا، فالكلمات تقول لنا ونحن داخل المجتمع ما نظن بأنه العالم”، هي ضرب من التوهّم إذاً، لكنها بالمقابل تشف عن ظلال الحقيقة الإنسانية. كتاب، وكاتب، وعصر، في مقالات فذة، منوّعة، حافلة بمتعة الاكتشاف، لاشك بأنه من أهم الكتب التي يمكن لها أن تضع القارئ وجهاً لوجه أمام حقائق التاريخ والوعي الإنساني بكل ما في التاريخ والوعي من عظمة و.. بؤس!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب