رواية ستائر العتمة – وليد الهودلي
في وقت (عام 2001 م) أعلنت فيه دولة الظلم والطغيان قرار بمنع التعذيب الجسدي (إلا في حالات خاصة تستلزم استصدار قرار للموافقة عليه)، واستخدام التعذيب النفسي فقط عند التحقيق مع الأبطال القابعين خلف الأسوار في سجون الاحتلال على أرض فلسطين الطاهرة، قدم الأستاذ وليد الهودلي رواية ستائر العتمة، تلك القصة الواقعية التي خرجت من قلب المحنة، وصميم الواقع الأليم؛ قصة الشاب عامر الذي كابد تسعين يوما من المواجهة الملتهبة التي فُرضت عليه وهو يرزح في أغلال الاحتلال البغيض، والذي واجه فيها عدوّا يمتلك كل الإمكانيات، وهو مجرد من كل السلاح سوى سلاح واحد؛ إيمانه بالله وبعدالة قضيته، إيمانه الذي هو الزيت والوقود لانتصاره على عدوه، فأصبحت إرادته وقوته أقوى من كل إمكانياتهم، وأصبح عملاقا يحتفظ برباطة جأشه أمام قزم يرغي ويزبد. تلك الرواية التي كانت سببا في توعية نسبة كبيرة من الشباب الفلسطيني من الوقوع في ألاعيب المخابرات الإسرائيلية وطرقهم في خداع المعتقل الفلسطيني في مرحلة التحقيق، وأمدت الكثير منهم بالعزيمة والإرادة والثبات أمام عدوّهم. جاءت تلك الرواية على خمسة فصول: تقلبات زنزانة بعد أن نفّذ برفقة إخوانه إبراهيم ونبيل عملية عسكرية ناجحة ضد المستوطنين على أرض رام الله المحتلة، وجد نفسه يقبع في مربع مظلم لا يكاد يرى جدرانه من شدة العتمة فيه، والذي كان يخيل إليه أحيانا بأن الأكسجين قد نفذ منه، والذي أشبه ما يكون بالقبر، ذلك المكان الذي يسمّى زنزانة في سجون الاحتلال. تركوه بعد الاعتقال أياما عديدة في تلك الزنزانة، في صمت رهيب يتقلب فيها بين أفكاره كمن وقع صريعا لألم أضراسه، وفي بعض الأحيان يدخلون إليه أحد عصافيرهم الذي لعب دور الخائف من العصافير، ليبعد عن نفسه الشكوك والذي اكتشف في النهاية بأنه أغرب وأخبث عصفور رآه في حياته، حيث ذكره بخداعه ومكره بقصة الشيطان الأبيض مع برصيص الراهب.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب