كتاب سلفادور دالي – كونروي مادوكس
يكتب كونروي مادوكس في تقديم كتاب «سلفادور دالي»: «أياً قد تكون محاكمة سلفادور دالي المستقبلية، فلا يمكن نكران أن له خاصية به في تاريخ الفن الحديث. فشهرته كانت أمراً مثيراً للجدل أبقيت حيّة باستعراضية دالي الشخصية كما بفضل النقاد والصحافة، التي لعنته بإلحاح لإفراطاته بأنه «عصبي»، «أنوي» و{مجنون». كلمات ليست نادرة الاستعمال عند الإشارة إليه. مع السنين، صار من التطابق مع السوريالية بحيث يمكن القول إن السوريالية في ذهن الجمهور هي ببساطة سلفادور دالي».
يضيف مادوكس: «إذا طرحت المسألة طرحاً صحيحاً فلعل دالي إذاً، على رغم كونه ليس وحده في الحقل (السوريالي)، هو أول من استغل بإصرار كشوفات فرويد والتحليل النفساني وأصر بتعمد على حقوق الإنسان لجنونه الشخصي. وتطويره للمقترب «الباراناوي النقدي» الذي جاء به ليؤثر بإفراط في كل مظاهر الفكر، كان واحداً من أكثر المساهمات الثورية للسوريالية وكان حجر الزاوية الذي أعطى عمل دالي شخصيته الفريدة وطغى على ارتقائه كفنان. متابعة تطوره تعني متابعة المخيلة الخصبة والبراعة اليدوية التي قدر له أن يجبلها، أي السوريالية في زمن محدد. منذ عام 1920، كان أندري بروتون، الذي أدى دوراً بالغ الأهمية في الحركة السوريالية، قد اقترح: ولاءً للحماقة، للأحلام، المشوّش، للغلوّ – بكلمة، لكل ما هو مناقض للمظهر العام للواقع».
يسرد مادوكس في كتابه الصغير سيرة حياة دالي والأجواء المحيطة به، وهو يبين أنه كان يحفظ الأشياء بطريقة غريبة منذ البداية، لا يهمل تسجيل ذكرياته، مثل حياته داخل الرحم وكأنها كانت البارحة، عرّفها بالـ{جنة وأيضاً بلون الجحيم»، لكن، ناعم، دافئ وثابت، وأن واحدة من رؤاه ما قبل الولادة، أخبر، بيضتان مقليتان في مقلاة، لكن دون المقلاة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب