كتاب فلسفة العلم من العقلانية إلى اللاعقلانية – كريم موسى
وجدت العقلانية بثوبها الابستمولوجي باباً واسعاً للدخول في فلسفة العلم، وقادت فلسفة العلم إلى البحث في تفاصيل هذه المهمة، ابتداءً في البحث في موضوعية الحقائق والنظريات العلمية والاعتقاد بوجودها المطلق الموضوعي وتبرير هذا الاعتقاد، وإمكانية الوصول إليها وهي بشكلها الموضوعي والمطلق، والبحث في الادعاء بأن هناك منطقاً يساعد العلماء في كشف النظريات والحقائق العلمية، وكذلك يتعهد هذا المبحث في فلسفة العلم في تقويم شامل للمجتمع العلمي الذي يحرز الإنجاز العلمي من زاوية الحقيقة المتضمنة فيه، والطبيعة المعرفية التي أوصلته إلى هذه الحقيقة، فضلاً عن البنية التفسيرية التي تضفي الملمح العقلاني لقبول حقائق العلم، بعد أن نؤشر إلى الموقع التي تكمن فيه الحقيقة العلمية هل في عقولنا أم في الواقع التجريبي أم في كليهما أم بتدخل متغيرات اجتماعية وإنسانية أخرى، وما جدوى هذه الحقيقة العلمية من زاوية ثباتها ووحدتها وصلابتها، ومروراً بالمعايير العقلانية التي تبيح لنا شرعية تمييز القضايا العلمية من غير العلمية، وكذلك المعايير العقلانية التي تبيح لنا أن نفضل نظرية أو فرضية علمية على أخرى في حالة إجراء مفاضلة بين حقائق ومعطيات علمية مختلفة تتنافس على تفسير ظاهرة في الواقع التجريبي، هذه هي أهم المهمات الملقاة على عاتق مبحث العقلانية في فلسفة العلم القيام بها، لذا ظهرت وجهات نظر مختلفة بشأن هذا المبحث العقلاني وتطورت صور العقلانية في فلسفة العلم من حال إلى حال، سيقوم هذا المؤلف في الكشف عن هذه الاختلافات والتحولات في النظر إلى عقلانية العلم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب