كتاب تاريخ يهود العراق (859 ق. م – 1973 م) – نبيل الربيعي
يعتبر يهود العراق من أقدم الطوائف الدينية الموجودة في العراق والعالم, حيث يرجع تأريخ وجودهم إلى أكثر من 26 قرناً خلت, واستطاعوا رغم مناخ العراق وتقلبات الظروف وترادف الغزوات والحروب أن يتشبثوا بترابه إلى وقت متأخر. حتى أنهم شكلوا في أواسط القرن التاسع عشر نصف سكان بغداد, وفي بدايات القرن العشرين ربعه أو ثلثه, وتمتعوا دائماً بمكانة إجتماعية مرموقة, وأمسوا يشكلون الدالة الإجتماعية المتبغددة المترفة, ويجسدون روح وذوق بغداد الفني والجمالي.
ذكرت كتب التاريخ أبان الحقبة العثمانية أن يهود العراق تمتعوا بوضع اقتصادي وبحبوحة أملاها سعيهم الحثيث وجديتهم المشهودة لما وأمانتهم في التعامل, ويذكر الجميع قصة اليهودي الذي كان يبيع الغلة بسعر الجملة, لكنه يتربح من الصناديق, ولهذه القصة دلالات أولها النأي عن الطمع والربح الفاحش على حساب فقراء الناس, والثاني إيمان اليهود المتجذر بأن حركة رأس المال وتدويره يحفز نماءه وتكاثره, ووهو المبدأ الأساسي للرأسمالية التي أعتمدتها حضارات العراق منذ سومر وبنت على أساسها حضارات أخرى. وحدث أن إقتبسها الغرب ذلك بحثاً وتحليلا ومنهجية علمية, وما زالت شعوبنا لا تستوعب فحوى وتأثير تلك الظاهرة أو تذكر الأخبار أبان العهد العثماني بأنهم استفادوا من كون بغداد محطة للحجيج والقوافل العابرة من خلال طريق الحرير, ليعملوا في مجال الصيرفة, ورئاسة وظيفة الصرافة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب