رواية تاريخ روحي – سليم مطر
صدر حديثاً كتاب “تاريخ روحي” للكاتب العراقي سليم مطر الصادر عن “المؤسّسة العربية للدراسات والنشر” في شكل متوالية قصصيّة يمكن مطالعتها كرواية متكاملة أو كقصص مستقلّة. تحكي الرواية تاريخ كائن منذ بدء الخليقة ثم صيروته كأنسان وتقمّصه للعديد من الحيوات والشخصيات خلال مختلف العصور حتى وقتنا الحاضر. وهي تتمّة لمسيرة الكاتب الروائية التي بدأها بـ”إمرأة القارورة” ثم “التوأم المفقود” و”اعترافات رجل لا يستحي”. ويعمل الكاتب على إعادة فهم تاريخ العالم منذ أن كان “كينونة في عدم”، وكانت روح الإنسان في “روح الدُرّة الإلهية” وذلك منذ انطلاق إرادة الإله بكلمة التأسيس الأولى “كن”. وفي فصول الرواية يمتزج قول الكاتب بقول القرآن وقصصه بصوْغ الآيات القرآنية حسب فلسفة الرواية. الرواية تحكي معاناة العراقي من حركات الهجرة القسرية تحت ضغط أشكال عديدة يختلط فيها السياسي بالدولي فالايديولوجي وسط منظومة الصراع التي جعلت من أقدار هذه المنطقة تحت أهبة الصراع والتنازعات عبر التاريخ. من أسلافه العراقيين حتى الخليفة العباسي القادر بأسلوب وبناء شعري ينطلق سليم مطر نحو الحاضر موضوع الفصل الثاني، هناك يتخلّص من الشعر إلى السرد ليستحضر معه المكان والزمان حيث بغداد 1970 إلى زمن الانشطار الأوّل في سنّ الرابعة عشرة مع أوّل رحلة حبّ روحي خالص. هناك يضطرّ قسرا إلى الهروب في ذلك العمر حيث سجّلت هجرات العراقيين هرباً من شبح الموت الذي يتجوّل على أرض العراق نحو حلم أوروبا، إلى الموت المقيم في بيروت “وسط حرب أهلية لا ترحم ولا تُميّز بين البشر”. عراء في دمشق، تشرّد في روما، وصول إلى جنيف، هناك المحطّة الأخيرة من هجرة الراوي آدم، لكنه لم يدخلها إلا بعد أن أقلق مراقبي حاجز التفتيش عن الأسلحة والمخدّرات، إذ كانت الآلات تهيج وتزعق كلّما مرّ عبرها، فيفتّشونه مرّة تلو الأخرى دون أن يعثروا على شيء في جسده. يربك هذا الأمر المُحقّقين فينشغلون بالبحث عن تفسير علمي لهذه الظاهرة العجيبة، خلال ذلك تزوره في غرفة حجزه المرأة الرقيقة مبعوثة المنظّمة الإنسانية لرعاية طالبي اللّجوء لترعاه ليلتها. في الصباح حين مروره عبر حاجز التفتيش من أجل توثيق ظاهرته العجيبة بالصوت والصورة، بقيت الآلات في صمتها، فاندهش الجميع. سليم مطر المقيم في جنيف منذ عام 1988 تمكّن من سلام روحه عبر المرأة “حواء”، بدءاً بأنثى الأساطير حتى آخر واحدة تعرّف إليها وعبر تأريخ كارثة العراقي ترك كتابه مشطوراً بين بنيتين أوّلها شعرية وثانيها سردية. يشار إلى أنّ مطر وإلى جانب أعماله السردية، كتب عن العراق كتباً تتناول تاريخها أهمّها “العراق.. سبعة آلاف عام من الحياة”، كما يشرف الكاتب على إصدار مجلّة بعنوان “ميزوباتيميا” تختصّ بقضايا الهوية العراقية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب