كتاب حياتي في الفن – كونستانتين ستانيسلافسكي
شغل الممثل والمخرج الروسي الشهير كونستانتين ستانيسلافسكي (ألكسييف) «١٨٦٣-١٩٣٨ الفنانين والكتاب المسرحيين في القرنين الماضيين، وما يزال يشغلهم، بأبحاثه وطروحاته النظرية وفكره المتنور، الذي لم يركن إلى الثبات أبداً، ولم يحتفِ بالناجز غير القابل للسجال، أو المقدس، الذي لا تجوز مساءلته، وتقابل قارئ (حياتي في الفن) هذه الملامح والسمات، التي تمايز عقل ستانيسلافسكي المنفتح على حرية الرأي والقدرة على سماع الآخر أياً كان دون عقد أو فوقية.
وتكمنُ أهمية هذا الفنان، في أنه الأول الذي جعل مدينته موسكو مركزاً للفن المسرحي، لا طرفاً هامشياً لا يُسمُع له صوت،كانت موسكو – كما كان يراها الغرب – متخلفة، ليس فيها ما يثير الانتباه، والعيون كلها كانت تتجه إلى باريس ولندن والنرويج، باعتبارها العواصم التي تطلق صيحات التجديد، وتبشّر بالثقافة المسرحية والأدبية، التي تُخلخل الراهن، وتعيد ترتيبه.
لم يأت مؤلف (حياتي في الفن) إلى هذا الأخير مصادفة، ولذلك لم يكن عابراً، أو رهين مزاج. تضافرت عوامل عديدة على إنتاجه، وبالتالي دفعه إلى الأمام، ومن ثم خلع الشرعية عليه، ومنطقته وتسويقه فيما بعد.
يحكي (كوستيا) قصة ولعه بالمسرح منذ طفولته، بل ربما بعبارة أدق منذ تعلقه المبكر بهذا الفن الذي منحه حياته كلها، وأحبه بلا رهانات أو حسابات براغماتية، نقل المسرح من بيته وجمع أخوته حوله، وأسس (حلقة ألكسييف) نسبة إلى الاسم الحقيقي للعائلة، ولم تمضِ إلا سنوات قليلة، حتى انتقل إلى (رابطة أو جمعية الفن والأدب) ١٩٨٨، ومن نافل القول إنه لم يكن ليفعل ذلك لولا البيئة الأسرية الحاضنة، والوفرة المادية التي كانت تنعم بها، وسعة الأفق، وفتح النوافذ والأبواب – فيما بعد – على كل ما هو جميل ومضيء، قادم من خارج روسيا، بدءاً من اللغة، وانتهاءً بنمط الحياة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب