كتاب باسم الأب بشار الأسد (السنوات الأولى في الحكم) – إيال زيسر
شكلت وفاة حافظ الأسد، يوم السبت العاشر من حزيران/يونيو 2000، في السبعين من عمره، نهاية حقبة في تاريخ سوريا الحديث، وقد وصف الأسد من قبل كثيرين، وهم محقون في ذلك، على أنه الأب المؤسس لهذه الدولة، أو على الأقل، الرئيس الأكثر تأثيراً في حياتها منذ حظيت باستقلالها، إذ ترك أثره على الكثير من مجالات الحياة إلى درجة أنه يمكن أن تقرن سورية، في عهده، به شخصياً. وقد شغل مكان حافظ الأسد ابنه بشار، ولم تكن في هذا أية مفاجأة، ذلك أنه وخلال السنوات الأخيرة من حياته بذل الأسد الأب كل ما في وسعه من أجل أن يتأكد من أن ابنه هو من سيرته في كرسيه. ومع ذلك، فإن نقل السلطة من الأب إلى ابنه، ومهما كان سلساً وبعيداً عن الهزات، قد أثار الكثيرون إلى أن طريق بشار باتجاه السلطة بدأت في الحادي والعشرين من كانون الثاني/يناير 1994، عقب وفاة شقيقه الكبير باسل في حادثة طرق، وقد كان باسل حتى وفاته الابن المختار، الذي أعد لتحمل الأعباء الجسام. لقد جاء صعود بشار إلى السلطة في الوقت الذي وقفت فيه سورية عند نفترق طرق -إن لم نقل عند طريق مسدود- مقابل سلسلة من التحديات، بعضها وجودية، على صعيد السياسة الداخلية والاجتماعية والاقتصادية. وبطبيعة الأمر، فقد وضع هذا الواقع علامة استفهام على قدرة نظام البعث السوري، منذ أن استولى الحزب على السلطة في الثمن من آذار/مارس 1963، على الاستمرار والبقاء على صيغته الراهنة، وكذلك في الحدّ الأدنى، على قدرة السلالة الأسدية، التي حكمت الدولة على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، على البقاء والاستمرار في الحكم، وذلك بعد أن رحل مؤسس السلالة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب