رواية الرجل الثالث – جراهام جرين
لم تكتب الرجل الثالث لتقرأ أبداً بل لتشاهد فقط، وككل علاقات الحب، بدأت حول طاولة عشاء واستمرت، مصحوبة بصداعات في أماكن كثيرة، فيينا ومدينة البندقية، ورافيلو ولندن وسانتا مونيكا. أطن أن غالبية الروائيين يحملون في رؤوسهم أو في كراسات ملاحظاتهم الأفكار الأولى لقصص لن تكتب قط. فيقلب أحدهم هذه الأفكار في ذهنه أحياناً بعد سنين عديدة، ثم يفكر، والندم يسطير عليه، بأنها كانت ستكون قصصاً جيدة في وقت من الأوقات، لكنها أصبحت ميتة الآن. وهكذا كتبت أنا على طي مغلف رسائل، قبل سنين خلـ، فقرة افتتاحية: لقد ودعت هاري الوداع الأخير قبل أسبوع، حين أنزل تابوته إلى داخل أرض شباط المتجمدة، فرأيته يمضي دون أن أصدق ذلك، ودون أن تظهر علامة تعرف عليه بين حشد غرباء في الـ ستراند. ولم ألاحق هاري أكثر مما لاحقه بطلي، لذلك لم يكن لدي شيء أكثر من هذه الفقرة أقدمها لـ سير ألكساندر كوردا حين طلب مني أن أكتب شريطاً سينمائياً لـ كارول ريد ليتتبع شريطنا المعبود الساقط. ومع أن كوردا أراد شريطاً عن احتلال القوى الأربعة لـ فيينا، إلا إنه كان على استعداد لأن يسمح لي في أن أتابع آثارهاري لايم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب