رواية السقوط إلى أعلى – وليد الحجار
في العالم ألوف الملايين من البشر.. لكل من هؤلاء قصة.. وقصة فراس واحدة من ملايين القصص، لماذا أرويها؟.. لماذا يروي أي إنسان قصة؟.. سيقال ” إنها قصة أفراد..” … ” أفراد من طبقة تحتضر”. الكون كلٌ، وعوالم، وذرات.. وعالمنا مجتمعات، وطبقات، وأفراد.. أثمة وجود دون تناقض؟.. وهل من تناقض دون طرفين، وجود كل منهما شرط لوجود الآخر؟.. فللذين يرون المجتمع طبقات، أقول.. إن وجود طبقة تحتضر، شرط لوجود طبقة تحيا.. ومعرفة طرف معادلة، شرط لفهم طرفها الآخر.. متى تبتدئ قصتي هذه؟.. متى تبتدئ أية قصة؟.. أحين يسترعي انتباهي حدث ما، فأنطلق منه لألاحق ما تعاقب عليه من نتائج؟.. ما هي الأسباب التي تجمعت ليتم هذا الحدث؟ وما هي العوامل التي تراكمت لتوفر شروطه؟.. هل هنالك بدء لأي حدث؟.. هل الأحداث سوى تاريخ تحول انتباهنا نحوها؟.. من الذي يستطيع أن يختار نقطة من الزمان، ليقف إزاءها، ويقول.. هنا تبتدئ قصتي، أو أية قصة كانت؟.. ومع هذا، أراني مرغماً على اختيار مثل هذه النقطة.. متى أبتدئ؟.. أحين وصلتني رسالة من فراس استعجلتني لزيارته؟.. وقوله.. “..ألا تود أن ترى صديقك قبل أن يغوص في أعماق المجهول؟.. تعال إذن.. أسرع!..” أحين أسرعت إليه، وإلى دمشق؟.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب