رواية لو وضعتم الشمس بين يدي – خليل النعيمي
لعل أول شيء لافت للانتباه في هذه الرواية هو العنوان، الذي يذكرنا برد الرسول (ص) على عمه حينما طلب منه العدول على الرسالة التي أمر بنشرها، فكان رده الشجاع والمعروف ‘والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر’ لذا نستجلي من هذا العنوان دلالات كثيرة أهمها التحدي والتمسك بالرأي مهما كانت نتائج ذلك، فماذا تحمل هذه الرواية، أو ما هي رسالتها الإنسانية؟ .
تحمل مجموعة من الأحداث التي عاشها أو تمنى أن يعيشها السارد/ البطل، لأن عملية السرد فيها قائمة من خلال الأنا الساردة والمساهمة في السرد، وأن كل الأحداث تتسلسل أو تروى عبر ‘الأنا’ التي تسير وتنظم عملية السرد والأحداث، فهذه الأنا يمكن أن تكون الروائي نفسه، أقصد الدكتور خليل النعيمي، لأنه يعطينا مجموعة من الأمكنة والفضاءات التي عاش فيها، وهي تكشف هموم وآمال وألام الكائن قبل وأثناء وبعد مجيئه إلى باريس.
تتوزع الأحداث بين فضاءين وزمانين أساسيين فضاء الولادة والترعرع، فضاء الماضي، وفضاء الاستقرار أو المنفى الاختياري الحاضر باريس، بين هذين الفضاءين نلمس التحديات الطبيعية والفكرية والإنسانية وحتى الاجتماعية والسياسية التي تتسلح بها الأنا، وذلك عبر تنقلات واسترجاعات ‘فلاش باك’ متكررة تنزلق في مسار النص بسرعة غريبة وغير متوقعة في بعض الأحيان، إذ نساير تسلسل أحداث ما، وإذا هذا التسلسل ينقطع بالعودة إلى مكان المنشأ، ثم الرجوع مرة أخرى إلى النص، غير أن هذه العودة ليست بالضرورة لحدث مركز بل لأحداث متفرقة تمليها الظروف المعاشة للسارد.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب