رواية في قلب البحر (مأساة الحواتة إسكس) – ناثانيل فيلبريك
“حتى بعدما صار على مرمى حجر من الإسكس، لم ير تشايس في الحوت تهديدًا. ثم فجأة شرع في الحركة. تحرك ذيله العملاق قدمًا لأعلى ولأسفل، وتسارع حتى صارت رغوة المياه تلتف مثل التاج الأبيض حول رأسه الذي يشبه البرميل الهائل، متوليًا مقدمة الإسكس هدفًا. في ثانية صار الحوت على بعد ياردات قليلة…”
يعيد كتاب (في قلب البحر) تسليط الضوء على القصة المذهلة لغرق سفينة صيد الحيتان إسكس، الحادث الذي كان أسطوريًا في القرن التاسع عشر بقدر ما كان غرق التيتانيك أسطوريًا في القرن العشرين، الكارثة التي ألي ألهمت هيرمان ملفيل لكتابة رائعته الروائية موبي-دِك. يستعيد ناثانيل فيلبريك الحادثة ويؤطرها في مكانها المستحق على حائط الملاحم التاريخية البحرية.
في 1820، أبحرت الإسكس من جزيرة نانتوكت في رحلة صيد حيتان روتينية. بعد خمسة عشر شهر، في أبعد نقاط المحيط الهادئ عن اليابسة، هاجمها حوت عنبر ونطحها أكثر من مرة، لتتحطم السفينة التي تزن 240 طن وتغرق في قلب البحر. في قواربهم، قرر طاقمها المؤلف من 21 رجل الإبحار شرقًا 3000 ميل بحري، في قواربهم الصغيرة الغير مؤهلة للمسافات الطويلة، خوفًا من سكان جزر منتصف الهادئ وشائعات الكانيبالية المحيطة بهم. قضى الناجين 90 يومًا في المياه المفتوحة، بين الجوع والعطش وتقلبات الطقس والخوف.
تتشابك في سردية فيلبريك حكاية محنة استثنائية لأناس عاديون مع أنباء عالم الحيتان والصورة غنية التفاصيل لمجتمع الحواتين النانتوكتيين. يرسم الكتاب أعظم مشهد للإنسان في مواجهة الطبيعة، مستقيًا مصادره من كم مذهل من السجلات والأراشيف والشهادات، ومن سردية ضائعة مكتشفة حديثًا لصبي مقصورة السفينة.
(في قلب البحر كتاب واقعي يدرس الأحداث التاريخية التي أدت للحادثة بمنظور علمي، بلغة أدبية وأسلوب يكاد يكون روائي. ويناقش المسائل نفسها (الطبقة الاجتماعية، التفرقة العرقية، وعلاقة الإنسان بالطبيعة) التي استكشفها هيرمان ملفيل في أعماله من قبل.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب