رواية نجع بريطانيا العظمى – حسام العادلي
“نجع بريطانيا العُظمى” عنوان لافت، فالنجع هو نجع السعداوية بالصعيد فمن أين جاء الكاتب العنوان؟ هنا تدخل في الرواية لتكتشف أنك أمام تاريخ يتمدد إلى الخلف لبدايات القرن العشرين وصراع عائلة السعداوية للفوز بالعُمُدية ثم خسارتها ولا ينفصل ذلك كله عن الوجود البريطاني والحرب العالمية الأولى والثانية حتى ثورة يوليو وما بعدها إلى 1956.
كل ذلك التاريخ يتهادى ويتواتر وينفجر مع زيارة زين سليل السعداوية إلى عمه حسنين الذي صار تاجرًا كبيرًا في روض الفرج بعد أن صار كل شيء ينتمي إلى العهد البائد بعد ثورة يوليو. على ناحية، السعداوية وأعداؤها وأصدقاؤها، وعلى ناحية، مستر هاريس الإنجليزي وأصوله وزوجته وبنته، يتداخلون من أبواب السياسة والجنس والقتل والحرب وغيرها بشكل مذهل.
لا يختلف الصعود هنا عنه هناك ولا النهايات. ليس بتداخل الحكايات فقط لكن بالرؤية للإنسان بين طموحه ونزواته وجرائمه فلا فرق.
النجع واحد هنا أو هناك. فارقٌ أن الكتابة جعلت المكان رايتها في كل الحكي والصور بشكل مذهل عن الجنس والخيانات والاغتصاب والقتل والحب بلغة بنت المكان بأشجاره ومائه ونباتاته وطميه ورماله وعاداته. لغة من يرى.. لا من يحكي وهذا هو أجمل إنجاز للفن. هذا هو ما يجعلك تقرأ بانبهار ولا تتوقف.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب