كتاب الشمال المفقود (يليه) وجوه فرنسا ال 12 – نانسي هيوستن
مزدوجو اللغة مزيفون، فهم يعيشون معركة شبه جسدية داخل عقولهم، وأن كانت لا تخلو من امتياز، فالتيه الناشيء عن ازدواجية اللغة، حسب الكندية نانسي هيوستن، أشبه بالتفكير، وممارسة الحب، والكتابة، والبكاء أيضا بلغتين. وبرأيها، ألا يكون لدينا غير حياة واحدة، أمر غير مقبول. أو هذا ما تجادله بشاعرية في كتابها ” الشمال المفقود ” تحت عناوين متعددة للازدواج اللغوي الموّلد بدوره لإنفصام حياتي مربك، على اعتبار أن الشمال بالنسبة لها طريقة مختلفة للتحدث، وعليه فإن فقدانه لا يعني نسيان ما كنا ننوي قوله، أو المكان الذي توقفنا عنده وحسب، بل الإقتراب من حافة الجنون.
الشمال إذاً كما تستوعبه، هو المعادل للعقل، حيث يتساوى الجنون بفقدانه. وهو وطن طالما وصم روحها بآثار عميقة يستعصي محوها، ولذلك تخاطبه من لغة ووطن آخر ( فرنسا ) وتندبه بما يشبه الرثاء كخيانة مبيّتة، حيث تشبّه ذلك الهجران بممارسة الحب مع وطن آخر، فهذا هو حال المنفى كما تستشعره كنوبات من التمزق، والرقابة، والإحساس بالذنب، لأنك عندما تتواصل مع الآخرين، فانك تبدو على الدوام مضطرا لاستدعاء الجزء الطفولي فيك، أو البالغ وليس الاثنين معاً أبداً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب