رواية الوجوه البيضاء – إلياس خوري
إلياس خوري، في روايته المتألقة الوجوه البيضاء، تصدى للحرب الأهلية اللبنانية، وتعامل معها بجرأة متميزة، إذ لم يكتف بوصف الفضائع التي جرت، وإنما ذهب أبعد من ذلك: قرأ بعض آثارها ونتائجها على البشر والطبيعة والعلاقات. وغذا كان اللون الأبيض قد استهواه في روايته تلك، فليس لكونه لوناً كاشفاً فقط، وإنما لكونه ضوءاً أيضاً، يظهر الأشياء على حقيقتها، ويرينا المشهد بكل ما يحفل به من عبث وفيجعة وجنون. لقد فعل إلياس ذلك تاركاً لنا أن نقرأ الظواهر وما وراءها، لكي نفهم ما يجري حولنا ولئلا نكون أدوات في لعبة لا نملك فيها إلا الامتثال والتمثيل..
يبدأ الكاتب روايته بالحديث عن جريمة قتل مروّعة يسمّيها هو رائعة لرجل في العقد الخامس من عمره يسمّى (خليل أحمد جابر)، ويكتب عنها حوالي 340 صفحة في سبعة فصول هي: الملاكم الشّهيد، وأجساد مثقوبة، والحيطان البيضاء، والكلب، والتّحقيق، والملصقات، وخاتمة مؤقّتة؛ وفي كلّ هذه الفصول السّبعة لا تظفر بطائل، ولا تدري من الّذي قتل إبراهيم أحمد جابر.
الرّواية تشدّ قارئها من بدايتها إلى نهايتها لاكتشاف مرتكب الجريمة، ولكنّه يستمرّ في حيرته.
“الكاتب نسج روايته بطريقة ملفته، لا تخلو من التشويق، بحيث استخدم شخوصه استخداماً موفقاً، عندما جعل الشخصيات تتحدث عن الضحية التي تشكل في الرواية العقدة، تناول الكاتب سيرة الضحية من خلال الشخصيات فكل شخصية تتحدث عن الضحية من زاوية مختلفة.” سمير الجندي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب