قريبا

كتاب اللامرئي – كليمون روسي

«اللامرئي» كتاب للباحث الفرنسي كليمون روسي ترجمه إلى العربية المصطفى صباني وصدرت الترجمة عن دار «المتوسط». إن اللّامَرئي، الذي هو هنا موضوع بحث «الكتاب»، لا يتعلّق بمجال الأشياء التي تتعذّر رؤيتها لاستحالة وجودها مادياً (نظير وجه غارق في العتمة)، بل يتعلّق بالأشياء التي نعتقد رؤيتها بينما هي غير مُدرَكة تماماً، لأنها غير موجودة و/ أو غير حاضرة (نظير وجه غائب في غرفة مضاءة).

هذا النوع من «وجود» أشياء لا وجود لها، أو مَرئية، ما ليس مَرئياً، إذا تصوّرناه بمعزل عن كل حالة هلوسة، نحسبه بالطبع تناقضاً قائماً بين حدَّيْن. في هذا الكتاب يحاول «روسي» تعريف اللامرئي، من حيث أنه إدراك ما لا يدرك ورؤية ما لا يرى. يريد بذلك الاعتقاد بوجود أشياء لا وجود لها، وليس مجرد الانخداع بأشياء تماثلت للحواس. بل تصورات اختلقها الذهن ليكون لها وجود في الواقع رغم انعدام وجودها.

وهذه خاصية الفكر الإنساني المتشبث بوجود بقية في الأشياء رغم زوالها. ويستعرض المؤلف في الفصول الخمسة للكتاب أهم مظاهر اللامرئي التي تستبطن الفكر الإنساني. ليبدأ مع اللامرئي كما نراه، لينتقل إلى البورتريه السحري، وثم الحديث عن «الرغبة في الإفصاح عما ينطق به»، وبعدها يقف مع الأشباح والأطياف، ليختم متحدثاً عن شعرية اللامرئي.من الكتاب:


«مفهوم «الخَلْق» لدى مالارمي، الذي لا يعني بالنسبة له خَلْقاً حقيقياً، ولكنْ إيحاء وَهْمياً بالخَلْق، لأن الخَلْق الأدبي أو غيره هو في حدّ ذاته وَهْم، لا يختلف عن الوَهْم العادي، في اعتقاد رؤية ما لا تمكننا رؤيته، إذا ما كان أو لم يكن في الغالب إلا مناسبة لإشباع واستمتاع، ينعم في ظلّها الحلم (اليقظ) بالمكانة المرموقة، بحلوله الناجح محلّ كل ما تبخّر وصار عماء. وقد تحدّثت ردود مالارمي في «استجواب جول هوريت» عن «بهجة الشعراء السّارة» التي لا يستشعرونها عند الخَلْق، بل «عندما يعتقدون أنهم يُبدعون». و«رمية نرد» التي كانت خاتمة أعماله، قد أغلقت الباب نهائياً أمام فكرة الخَلْق الأدبي.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى