كتاب واحد صفر للقتيل – كمال الرياحي
“واحد صفر للقتيل” عنوان مراوغ، ومثير لكتاب يضُم يوميات روائي تونسي قضى عاماً عصيباً في الجزائر، ليخرج من تلك التجربة بيوميات مدهشة كتبت بلغة عارية كاشفة.
شيء قاس ورقيق، ذكي ولماح ذاك الذي تحملنا إليه هذه اليوميات، حتى إنها لتجعلنا نتساءل مع صديقه الكاتب الجزائري لونيس بن عليّ الذي قدم لهذه اليوميات: هل هناك روائي عربي يملك جرأة كمال لكتابة يوميّاته بهذه الشفافية المُزعِجة كلّها؟…
إنّ كتابة يوميّات بهذه الجرأة كلّها، وفي سياق مجتمعات مُراقبة أخلاقيّاً، هيَ بطريقة ما السير في إتجاه سقالة الإعدام، لكن الكتابة هي يقظة الذات، أولاً، ويوميّات رياحي هي نموذج ممتاز لصدم الصورة النمطية التي يقدمها المثقف عن نفسه، السيرة المجلة للمثقّف، إنه يكتب المناطق التي ما برح الكاتب العربي يرهبها؛ الكتابة عن المبتذل، عن العلاقات العابرة، عن الجنس، عن عزلة الكائن، عن المنفى، عن الخوف، عن الجثث التي تسكن المخيّلة والأمكنة، عن الآخر عن أوهام الوطن، عن الواقع المتآكل، وعن هشاشة الكائن.
يعتقد كمال رياحي أن الكذب أساس كل شيء في هذا العالم، الكذب هو واحدة من الصيغ الأكثر فنية وبراعة لبناء الحياة على نحو إستعاري “كلّنا نكذب ونحن تتحدّث عن أنفسنا”.
للإعتبارات التي سلفت، وغيرها مما يضيق الحيز عن سوقه هنا، حاز هذا الكتاب على جائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب