قريبا
رواية لتمت يا حبيبي – أريانا هارويكز
تقدم أريانا هارويكز في هذه الرواية نمطاً من النساء يثير التعاطف في نفس القارئ بسبب اضطراباتها التي تحيلها إلى كائن ضعيف، لكنه سرعان ما يتخلى عن شعوره هذا عندما يستفزه بل يثير نفوره واشمئزازه شعور مناقض يمارسه عليه سلوك وحشي غريب يرافق البطلة على امتداد الرواية.
بل يسبقه شعور مفاجئ آخر يقوده إليه عنوان الرواية «لتَمُتْ يا حبيبي» وما تلاه من بداية حيث تداعب البطلة السكين بيدها وتراودها فكرة قتل زوجها وابنها. امرأة لا تكف عن السعي إلى موتها وهي ترى في نفسها صورة المرأة الشهوانية التي تطاردها رغباتها ورغبات من يطاردها من الرجال الذين تذعن لهم باستسلام. نجحت هارويكز في إثارة مشاعر القارئ وخلخلة مزاجه وخلق شعور بعدم الارتياح لديه وهي تعكس حالة الازدواجية التي تعانيها شخصية تلك المرأة وتلك الانتقالات المفاجئة لها وسط الرغبة التي تتنازعها تجاه زوجها والشعور بالنفور منه بل الرغبة في إزاحته من الوجود وهي تعمد إلى فرض سطوة لغة فجة ومباشرة. لغة تزداد صعوبة وتعقيداً وقرفاً كلما اقتربت من أسلوبية تفتقر إلى الحياء وتتعمق في رؤى حميمية وحسية جريئة عبر صيغة اقترحتها الكاتبة وأكدتها وهي تقول: «نعم، عندما أكتب أحاول تحطيم اللغة وتفكيكها، بين مزدوجين أحاول أن لا تجمعني بها علاقة حسنة، إذ إنني بفعل تحطيم اللغة وضربها أبحث عن دوزنتها وكأنها آلة موسيقية، آلة كمان أو بيانو مثلاً».
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب