قريبا
كتاب اسمي آرام – ويليام سارويان
يريد الكاتب هذه الذكريات الممتعة العودة إلى عالم مدينة فريزنو في ولاية كاليفورنيا بين سنة ۱۹15- ۱۹25 ( من الزمن الذي كان فيه في السابعة من عمره وكان قد بدأ في استيطان العالم كفرد متمایز حتى الزمن الذي أصبح فيه في سن السابعة عشرة وقد هجر الوادي الذي ولد فيه إلى مكان آخر ما في أرجاء العالم ) ، وإلى أفراد عائلته المباشرة التي عاشت في ذلك المكان خلال تلك السنوات .
أي إلى المدينة الصغيرة القبيحة التي تحتوي العالم الهزلي الواسع وإلى عائلة سارویان الفخورة والغاضبة التي تحتوي الإنسانية جمعاء . وفي حين أن أية شخصية في هذا الكتاب لا تشخص أي فرد حي أو ميت كما يقال ، فإن أية شخصية في هذا الكتاب ليست كذلك من نسج الخيال . وهكذا لن ينجح أي فرد من أفراد أسرتي في العثور على نفسه في أي من شخصيات هذا الكتاب ، لكن أيا منهم كذلك لن ينجح في أن يجد نفسه غائباً تماماً عن أي منها . فإن صح الأمر فيما يخصنا ، فإنه يصح على الأرجح كذلك من أجل أي شخص آخر وهو أمر مناسب برأي الكاتب. أما فيما يخص عالم مدينة فريزنو في ولاية كاليفورنيا ، فإن ولّى بعض منه ، فقد ولى معه بعض من نفاد صبر الشباب لدى الكاتب .
كانت هذه البلدة ، وهذا أمر حقيقي، وربما ستبقى، بلدة تصلح أن يولد فيها كاتب صلاح أية بلدة أخرى في العالم من حيث كونها ليست كبيرة بأكثر مما ينبغي ولا صغيرة بأكثر مما ينبغي ، ليست حضرية بأكثر مما ينبغي ولا ريفية بأكثر مما ينبغي ، ليست تقدمية بأكثر مما ينبغي ولا رجعية بأكثر مما ينبغي ، ليست رياضية بأكثر مما ينبغي ولا كسيحة بأكثر مما ينبغي ، ليست ذكية بأكثر مما ينبغي ولا غبية بأكثر مما ينبغي ، لیست قاحلة بأكثر مما ينبغي ولا خصبة بأكثر مما ينبغي ، لكنها ، مع كل هذه الأشياء ومع كل ما هو سواها ، ومع الأمور العديدة غير المعروفة في أي مكان آخر من العالم ، تمتعت بمقدار من التوازن الرقيق واللطيف والفرح يكفي لإضفاء الروح على الكاتب الناشئ بالمقادير المضبوطة تماما من القسوة والدفء ، والحزم والمرونة ، وكي تضفي على العقل فهماً نقدياً هو الآن عينه حنون ، وكي تضفي على الحافز للكتابة وفرة من مادة فيها بطبيعتها من الغنی بعناصر الهزل ما يكفي كي لا يتطلب الأمر سوى أقل الجهد کي يختار ويسجل أو دونهما أي جهد . هکذا ، مضت كتابة هذا الكتاب ، دوناً عن كل كتب الكاتب الأخرى ، دونما جهد أو إجهاد أو أي من ضروب البؤس الأخرى التي يقال إن كتّاباً يتوقون ، كهذا الكاتب أو أكثر ، إلى إرسال رسالة عبر الأجيال ، كما يقال ، يختبرونها . بل العكس هو الصحيح . فقد خط الكاتب کلماته ببساطة فيما كانت روحه تستمتع بمعناها .
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب