روايات عربية
رواية فكشنري – ميسلون هادي
لا ينفتح بالعادة شباك بيتها ، ولا يجد شرار النار خبراً أو أثراً لأصبع واحد يظهر منه ، غير أن هذا الشح لم يدفعه أبداً إلى الشكوى من سوء حظه ، أو الانقطاع عن مروره اليومي من هناك ، فهو لا يملك إلا أن يتداعى عندما يصل بابها ، ويقف ساكناً كالتمثال ليرهف السمع لصوتها العذب البعيد ، أو يشم بنهم رائحة الهواء الذي تنفسته قبل قليل . .
وماهي إلا لحظات حتى تدب الروح في التمثال ، ويغدو أسداً حقيقياً يهجم على الأرض ، فيفترسها في الحال ، ويترك باب البيت ، وقد آمن بالقدر ، وأدرك أن المكتوب على جبينه هو أن يكتفي من ريحانة بهذه المسافة من القرب . فهو لا يعرف حتى لون عينيها . .
ولم يصادف منها سوى صفحة وجهها الذي يتلألأ تحت شيلة سوداء ، وقد حالفه الحظ لكي يراه ، عندما أطلت من باب البيت لمناداة طفلتها آسيا ، الوحيدة التي تبقت من صغارها على قيد الحياة .
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب