قريبا
كتاب ابنة الآمر – ألكسندر بوشكين
يبدو إن الكتابة عنه تصعب، أكثر ما تصعب، على إنسان يسهم، ولو بقدر متواضع، في الفن الذي جعل له بعبقريته قوة سلطان على قلوب الناس لا تفنى حقاً.إذ ما أرهب أنْ تقال هنا ولو كلمة واحدة غير صحيحة، لا سيما وأن كثرة من الكلمات الرائعة قد قيلت عنه جديرة باسمه وبمآثرته من قبل جميع أولئك الذين يشكلون معه الصيت العالمي للأدب الروسي.
إلا أن لكل واحد منا بوشكينه الذي يظل واحداً للجميع.إنه يدخل حياتنا منذ بدايتها ولا يفارقنا حقى النهاية. لقد عرفت بوشكين في تلك السن التي يلذ لك فيها أنْ تسمع أكثر مما يلذ لك أنْ تقرأ بنفسك.وبالسماع عرفت قصيدته «حكاية عن القيصر سلطان» و «موقعة بولتافا» من قصيدته «بولتافا»، و «حلم تاتيانا» من الرواية الشعرية « يفغيني أونيغين»، و «العريس». إلا أن «ابنة الآمر» كانت أول كتاب قرأته في حياتي.وأنا أتذكر شكل الكتاب، ورائحته، وأتذكر مبلغ سعادتي من اكتشافي لهذه القصة بنفسي، ولم أكن أعرفها بالسماع. لقد استولت عليَّ، فكنت أطيل الجلوس عند نافذة البيت حتى حلول الظلام، وعندما وصلت إلى وصف زوبعة الثلج في سهب اورنبورغ تراءى لي أن الثلج راح يتساقط وراء النافذة، وقد صار ذلك انطباعاً لم ينمح حتى الآن، وكأنه قوة سحرية منبعثة من صفحة بوشكين هذه.ومنذ ذلك المساء صرت قارئ كتب، وأنا أعتز اعتزازاً لا حد له من أنني مدين بذلك لبوشكين.ومن ذا الذي لا يدين له بفرحة الاهتداء، منذ فجر حياته، إلى الينبوع الذي يرشف منه فيما بعد طوال الحياة ! ولكن إذا كان بوشكين يأتي إلينا منذ الطفولة، فنحن لا نصل إليه، بصورة حقيقية، إلا من مرور الزمن .
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب