رواية سيمفونية الترابط – نادية تركتر
تأتي رواية “سيمفونية الترابط” في غمرة التهديد الذي تتعرض له البشرية اليوم بفعل الحروب ومآلاتها من قتل وتهجير ونفي وهجرة وغربة. فالرواية بكاملها تقوم على فكرة الترابط بين الإنسان وأخيه الإنسان دون النظر إلى الجنس أو اللون أو العرق أو الدين، لقد أرادتها الروائية ناديه تركتر حاضنة لكل هؤلاء حكاية خالصة تحملُ آراءها ونظرتها للحياة وعلاقتها بالكثيرِ من القضايا والمفاهيم التي تحاولُ تفكيكَها على طريقتها الخاصةِ.
تنطلق الرواية من شخصية أنثوية مثقفة تدور الأحداث حولها وتحمل هوية هجينة لأب قطري وأم هندية جمعتهما قصة حب كتب لها القدر نهاية حزينة، وترك “عايشا” الابنة يتيمة الأم، ولكن وجود الأب ساعد في بناء شخصيتها المتميزة ووصولها إلى مرتبة عالية في التعليم. درست الحقوق وتفوقت، والتحقت بمنظمة عالمية تُعنى بحقوق الإنسان، فدخلت العالم من هذه البوابة، ظناً منها أن هذه المنظمات، أو من يدّعون أنهم يحمون حقوق الإنسان ونجدة المضطهدين هم أصحاب ضمير حيّ؛ إلّا أنها تكتشف وبعد خبرة طويلة أن بعضاً منهم يصعدون على أكتاف الضحايا. ولتعلن موقفها الجريء في ندوةٍ أقيمت ضمن فعاليات مؤتمر لندن المعني بالدول التي تُعد الأكثر عُنفاً في العالم؛ وتسأل: هل استطعنا إيصال شيء بسيط لهذه البلدان؟
هي محاولةٌ في قول كلمة حق قد تبدو شخصية لكنها في عمقها قد تتلاقى مع قصةِ ومصائرِ آخرين، يتشاركون معها الهموم والمعاناة والأسئلة ذاتها عن دور تلك المنظمات وما تقدمه للبلدان التي تتعرض للحروب الداخلية والخارجية، وعن دور المجتمع الدولي في حلّ النزاعات والصراعات القائمة بين الحكومات والشعوب في عديد من البلدان؛ ولأنه لا يملك جوابًا، قررت “عايشا” كتابة تجربتها التي عاشتها متنقلة بين قطر والهند في صغرها وشبابها وحتى قدومها إلى لندن، في سيرة روائية على شكل مذكرات تحكي فيها عن أناس قابلتهم لا تنتمي إليهم بالدين والهوية لكنها تنتمي إليهم بالإنسانية. فخرجت إلينا بـ “سمفونية الترابط”.
تسهم ناديه تركتر في رحلتها الروائية هذه ولو بالأقلّ الممكن في جدلٍ دائمٍ عن علاقتنا بالكثيرِ من المقولات النمطيةِ تجاه قضايا، ومسائل، تشكلُ بمجملها خطابنا اليومي بما فيها مسألة الهوية والانتماء والتعدد والاختلاف.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب