رواية دخيلك يا أمي – إسراء بساطي
“دخيلك يا أمي” رواية للعاشقين تقول لقارئها أن الحياة تقدم لنا المحبوب على شكل صُدفةٍ، نتعثّر بها.. إما تؤلمنا أو نؤلمها!.. تلك هي حال وسام بطل هذه الرواية والذي اختارته الروائية إسراء بُساطي ليتحدث عن الحب، عن الوجع، عن الفقد، عن الحنين؛ إلى غاليته، دنيتُهُ التي ملكت قلبهُ، دون أن يمتلكها، والسبب أنّه يعيش في مجتمعٍ تَزُفه فيه والدته إلى من اختارتها وناسَبَتْ متطلبات عقلها، وعادات وتقاليد مجتمعها، وما على الإبن إلاَّ الرضوخ لرضاها لأنه من رضا ربّه، أما الإبن فيلّفهُ ألف سؤال وسؤال لا يجد لهُ جواباً.
في هذه الرواية تسلط الكاتبة إسراء بُساطي الضوء على ظاهرة اجتماعية ما تزال تعيش في المجتمع العربي وهي؛ تدخُّل الآباء باختيار الشريك لأبنائهم، وتختار شخصياتها لتؤدي أدواراً على غاية من الأهمية، ومنهم وسام الذي ترك فتاة أحلامه دنيا واضطر للزواج من ابنة خالته غالية إرضاءاً لأمه، وأخيه حسام الذي تزوج من غدير وثلاث سنوات من الزواج لم تستطع أن تنسيه سلافة التي أحبها، ورجل آخر يبوح بِسرّه، بسكينة وهدوء أنّه يعيش مع ابنة عمه أربع سنوات وهو يعلم أن قلبها مع شخصٍ آخر. ولسان حاله يقول: ماذا عساي أن أفعل معها؟ فهذه التقاليد التي أجبرتها وحكمت بيننا منذ كنا صغاراً..
ما يميز هذه الرواية أن كاتبتها تلّم بوعي نقدي وثقافةٍ في علم النفس والاجتماع كبيرتين، فهي ترحل بسردها نحو أعماق العوالم النفسيَّة والعلاقات الاجتماعيَّة، فتسبر أغوارها الدفينة، وتستكشف أسرارها المخبوءة الغير ظاهرة للعيان.. لتكشف للمتلقي عن الآثار السلبيَّة لكثير من العادات الاجتماعية في المجتمعات التقليدية في النظرة إلى مؤسسة الزواج والمرأة (العروس) وشروط اختيارها تحديداً، والكاتبة تفعل ذلك من خلال رصد سلوكات الشخصيات الروائية في ضوء الواقع الموضوعي الذي انوجدت عليه الأسرة العربية المسلمة التي لا تسمح للأبناء بالخروج من شرنقتها، ما يعني أنها تسلبهم القدرة على المواجهة، فيسقطون في أول مواجهة لهم مع الحياة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب