رواية استغفري لذنبك – أريج الطيب
في روايتها «استَغفِرِي لِذَنبكِ» قدمت الكاتبة أريج الطيب مثالاً فنياً رفيعاً على قدرة الأدب على تحويل أشد المفاهيم تجريداً ورومانسية إلى واقع حيّ، ونعني به مفهوم (الحبّ) وتفعل ذلك انطلاقاً من التجربة الملموسة والجزئيات الصغيرة التي لا تُستنفذ بالتحليل وإنما تتجسد بالعيش الحقيقي للتجربة، بعيداً عن نظرة الآخرين لها في الواقع. وذلك لا يتأتى إلَّا لكاتبة ذات مقدرة فنية واسعة تختفي وراء الموضوع، وليس فيه.. إذ كثيراً ما تفاجئنا بين السطور بفلسفة جميلة عن الحبّ ومريديه.. استحال في الرواية إلى واقعٍ أكثر إلفة ورهافة في التعامل مع معطيات كل حالة في جوانبها المتعددة.
في الخطاب الروائي تستخدم أريج الطيب من مفهوم الشعرية في الرواية أداة للروي، وهو يوازي في أهميته الأداء السردي على مستوى اللغة، وبتدفق حرّ يُحيل الحكاية برمتها إلى مجموعة أخبار تُحكى، وتروى، عبر مقطوعات شعرية مع ترتيب الكاتبة للحوادث والوقائع، وتوظيف للشخصيات الرئيسية الفاعلة في النص، حيث تعرض الرواية حيوات ثلاثة فتيات وتجربتهن في الحبِّ والزواج، الأولى تؤمن بالحبّ حتى النهاية، وتخلص له، والثانية تعيشه كواقع يراعي قيود المجتمع والدين، والأخيرة تعترف بأنَّ الحبّ يتغير بتغير الظروف، وتؤمن بضرورة البحث عن حبٍّ جديد…
من أجواء الرواية نقرأ نصاً بعنوان «حقائق ألم»:”أصعب ما يُمكن.. هو أن نعتاد على الألم.. أن يصبح الألم عادياً.. أن نبكي ونحن نقول: إلى متى هذا الوجع الذي يتكرر بلا ملل.. أن يكون هناك جرح واحد.. في مكان واحد.. ينزف.. ثم يبدو وكأنه ملتئم.. ثم يُستثار فينزف من جديد.. أحياناً ومع شدة الألم على جرح معين نشعر باللاألم.. وكأن منطقة الألم أصبحت مخدرة بالكامل..أقسى ما يُمكن: أن تأخذ شهيقاً طويلاً ثم تزفر الهواء وكأن بعضاً من روحكيحتضر..وأنت وحدك”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب