قريبا
كتاب لا أحد هناك – صلاح الحمداني
ليل آخر يقترب، وهو الآن على أبواب السماء، وما زلت أحضر عدة الرحيل، ماذا ستقول لي يا ترى حين ألتقي بها بعد كل هذا الغياب؟ وكيف سألتقط بداية خيط حديث انقطع خلال فترة سنوات هذا المنفى؟.
ألقيت الحقيبة فوق فراش النوم، استرخيت، وانشغلت أحدق في السقف، كنت فارغاً، لا أفكر بشيء، وقفت بكامل قامتي، فتحت جيوب الحقيبة، بعدها جلست على حافة السرير، وأخذت أتطلع حولي، بأي شيء سأملأ هذه الحقيبة؟…
فجأة، تركت الأشياء مبعثرة في غرفتي وغادرت.
في الخارج كانت كل الأشياء في مكانها، السماء الممطرة، الجادة العريضة، الأشجار العارية، حتى جارتي التي فقدت زوجها قبل أيام، كانت تتفسح مع خطوات بطء مشي كلبتها الهرمة، تحت غشاء الغيوم، أديت عليها تحية المساء، وابتعدت بخطواتي نحو أعماق باريس، دليلي أضواء الأرصفة، ومشاكسات المشردين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب