كتاب نيتشه (الفيلسوف والله) – رسول محمد رسول
عاش نيتشه حياةً حافلةً بالعطاء الفكري والتمرُّد الوجودي على قيم العصر بمختلف أنواعها. ويمكن أن يُستشف من كل صور حياته التي عاشها أنها رسمت لنا معالم محدَّدة لخطاب فيلسوف ألماني يمكِّننا من بناء دلالات محدَّدة لمفهوم الفيلسوف، إلاّ أن الفيلسوف نفسه توافر، في نصوصه، التي كتبها على هيئة شذرات مقطعيّة مقطعيّة كثيرة فضلاً عن نصوص أخرى مطوَّلة، توافر على صياغة مفهوم للفيلسوف واضح المعالم من حيث وجوده وأدواره في راهن الحياة ومستقبلها، وخلصَ إلى قوله: إن الفيلسوف الحقيقي هو إنسان معني بخلق أهداف وقيم جديدة من أجل غد آخر.
فكيف تمَّ له ذلك؟في شذراته التأمُّليّة، نأى نيتشه كثيراً عن النزعة الشموليّة في إدلاق خطابه الفلسفي، ليس هذا فحسب؛ بل وحارب كمقاتل جملة الأنظمة الفلسفية التي وصلت ذروتها في القرن التاسع عشر، ليس هذا فقط، بل بدا هذا الفيلسوف محتاطاً من صانعي هذه الأنظمة غير النزيهة، والذي قال في كتابه (أفول الأصنام): “أحتاطُ من كل صانعي الأنظمة وأتحاشاهم؛ إن روح النظام نقصٌ في النزاهة”. تحليلات جادّة تستبطن عوالم الفيلسوف الذي لا يزال مثيراً للجدل في دوائر البحث والدراسات حول العالم نقدّمها للقارئ الحصيف تعميقاً متواصلاً لقيمة السؤال وبرهان الحقيقة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب