كتاب السنوات الأربع في قصر السلام – فؤاد معصوم
إن قيمة الحاجة لهذه الشهادات ولتدوين السِيَر الشخصية للسياسيين تظلُّ مهمّةً في كل الأحوال، لكنها تشتدّ في ظروف وتجارب معينة، كتجربة العملية السياسية ما بعد سقوط الدكتاتورية، وهي مرحلة استثنائية في كل شيء؛ بإخفاقاتها ونجاحاتها، بتقدمها وانكساراتها.
كما أنها مرحلة استثنائية بالنسبة للشعب ولتاريخ البلد، وحتى المنطقة والعالم. إن منطقتنا منطقتنا ما بعد 2003 هي ليست ما قبل ذلك العام، سواء من حيث انقسامها إلى محاور واتجاهات، أو من حيث التحوّلات الحاصلة في الحياة السياسية داخل كثير من بلدان المنطقة، وتطوّرات الحراك من أجل الديمقراطية، ثم ولادة ما سُمّي بـ (الربيع العربي) وما تبعته من تغيّرات عاصفة في أكثر من بلد.
بالتأكيد لا يمكن هنا الفصل بين لحظة التاسع من نيسان عام 2003 وبين تداعياتها المباشرة وغير المباشرة في المنطقة.وفي مثل هذه الظروف والتجارب التاريخية التي تتباين بصددها وجهاتُ النظر وتختلف المواقفُ (…) تكون قيمةُ شهاداتِ الفاعلين والمنفعلين بهذه الظروف مهمةً حتى وإن اختلفت المعلومات أو تضاربت أو تناقضت من شهادة إلى أخرى. فقد يتيح الاختلاف والتناقض فرصَ الجدل والتدقيق للمؤرخ الموضوعي وللباحث المعني بالحقيقة، الحقيقة وحدها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب