رواية ألوان الطيف – عادل أسعد الميري
“لمحت من على باب القاعة، حيث وقفت للحظة واحدة قبل أن أستدير وأغادر المكان برمّته، الفتاة المراهقة جيزيل التي لم أكن أعرف اسمها بعد، وقد ارتدت فستانًا خفيفًا يقف عند منتصف الفخذين، بحمّالتين عند الكتفين، وبذارعين عاريين، وقد قصّت شعرها الأسود الناعم على الموضة السائدة (آلا جارسون)، وهي تلقي برأسها في دلال على كتف جوزفين، وتقبّلها في عنقها قبلات خفيفة متتالية، وهي نصف مغمضة العينين”
باختلاف درجات (ألوان الطيف) السبعة، تُعَرّي رواية عادل أسعد الميري الثقافتين المصرية والفرنسية على مستويات عدة، الجنس، الدين، التقاليد، التعليم، السياسة، العنف، الفقر، من خلال وجهة نظر شخص أجنبي هو بطل الرواية الفرنسي الذي يعيش في القاهرة طوال السنة، لطبيعة عمله في السياحة، ويعود إلى أوروبا بين فرنسا وإنجلترا خلال إجازاته الصيفية. يختلط بالمجتمع المصري لأكثر من عشرين عامًا، ويقرر أخيرًا تسجيل رحلته الطويلة هذه، بين تناقضات المجتمع المصري المتدين ظاهريًّا، المهووس بالجنس خلف الجدران، الذي يذكر الله في كل جملة ربما وهو يسرق الآخرين أو يمارس فساده. تحمل الرواية نقدًا قاسيًا للمجتمع المصري، تسلط الضوء على ما أصبحنا نحن المصريين نتعاطى معة باعتباره جزءًا أصيلًا من ثقافتنا، وليس لدينا رغبة في إعادة النظر به، بينما البطل ورغم إقامته الطويلة وتنقله بين محافظات مصر لم يتأقلم مع المجتمع وجنونه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب