رواية ثمانون عاماً في انتظار الموت الجزء الثاني – عبد المجيد الفياض
خمسة عشر عاماً تصرَّمت على ذلك اليوم الذي وارى فيه أحمد الثرى على جثمان زوجته أبرار؛ أعوامٌ كانت أيامها طويلة كالدهر، قاتمة كليل الثلاثين، موحشة كضريح مهجور.
تتابعت تلك الأعوام وذاع خلالها صيتُ أحمد؛ الفتى العجوز، الغريب النحيل، ذي الملامح الشابة والشعر الأبيض! أحمد الذي عانى من خلل جيني توقف معه نمو جسده، لكن روحه ظلت تهرم وتذبل يوماً بعد آخر.
تنامى إهتمام أحمد بالسموم ومصادرها النباتية والحيوانية، ففي النهاية لقي حُب حياته حتفه بسببها، وأصبحت حاله أكثر إثارة للجدل والفضول ليصل خبره “إلكسندر” حاكم إحدى مدن هاييتي المستقلة، فيُضيّفه ويقربه، ويُمكّنه من تعلم اللغة الدارجة، والقراءة في مكتبته الخاصة، ومعرفة تفاصيل الحياة في مدينته “فيردوم”.
إلا أنَّ حال أحمد هذه لم يدم صفاؤها، فسرعان ما عصفت بها رياح القدر، إذ تدهورت صحة مُضيّفه ألكسندر واقتربت نهاية حكمه، ليشعر معه أخرى بالغربة والضعف والقنوط، لا لأنه بات وحيداً فحسب بل ولأنّه أصبح عالقاً في صراعاتٍ مَن حوله ومؤامراتهم ودسائسهم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب