رواية الشتاء – آلي سميث
يدهشني أنّ هذه الغرفة في هذه اللحظة تذكّرني قليلًا بمسرحية لشكسبير، حيث أنه خلال القصة كلّها يتقدّم أحدهم ويقول شيئا من المفترض أن الشخص الذي يقوم بقراءة النص، أو لنفترض الجمهور، يسمعه ويعرفه، لكن الناس الآخرين على المنصّة لا يسمعونه أثناء قوله لسبب ما، أو من المفترض أن يتصرّفوا كما لو أنهم لا يستطيعون سماعه، رغم أن الشخص الذي يتكلّم يقوله بصوت واضح وكل شخص في المسرح يسمعه. أظن أنك تقصدين بانتو، وليس شكسبير، يقول آرت، حيث يُطلق المشاهدون صيحات استهجان ضد الشرير عندما يظهر على منصّة المسرح.”صوفيا كليفس، أبخل نساء زماننا، تاجرة متقاعدة لطالما قدّمَت مهمّات العمل على واجبات الأسرة، تعيش الآن، ليلة عيد الميلاد، في بيت ذي خمس عشرة غرفة فارغة.
لكنها لم تكن وحدها، فثمّة رأس طفل أخضر يطفو حولها مثل بالون طائر يؤنس وحدتها. وفيما الليل يمضي بها، يتقطّع السّرد بين الماضي والحاضر كأنّه رؤية حُلميّة أمام القارئ، تصل أختها آيريس التي تجمعها بها علاقة ملتبسة، الناشطة الحقوقية التي لا شيء من الأخطار التي قضت الخمسين عامًا المنصرمة تناضل لمحوها قد اختفى؛ وابنها آرت المهتمّ بالطبيعة وأحوالها، والذي يُبحر في الإنترنت ليبلّغ عن الفنّانين الذين ينتهكون حقوق الملكيّة الفكرية. وإلى هذه العائلة المتصادمة الأطراف، تصل تلك الغريبة التي تفترض أنها تحمل رُخصة قول الحقيقة، الحقيقة التي تُلقي الضوء على صدوع هذه الأسرة وأسرارها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب