كتاب عقل فوق العقل – كريس بيرديك
تعلّمنا في طفولتنا أنّ الثّمرة الفاسدة، كفيلة وحدها بإفساد ما حولها من ثمار، ولئن كانت تلك المماثلة كناية عن التّأثير السّلبيّ لأصدقاء السّوء، فإنّني أجدها ملائمة لموضوع الكتاب، دالّة عمّا جبل عليه العقل البشريّ، وعن الطّريقة الّتي يعمل وفقها، فهو معرّض إلى أن يفسد بكلّيّته إذا فسدت فكرة بداخله. يوقفنا كريس بيرديك على قوّة عجيبة كامنة في أعماقنا، ويأخذنا في رحلة عبر الأزمنة، ماضيها وحاضرها، ليدلّل على وجود تلك القوّة وما تسفر عنه.. إنّها قوّة التّوقّعات.
لا يدخل هذا الأثر في سياق كتب التّنمية البشريّة، وما يستتبعها من جدل متزايد، وإنّما هو عمل علميّ رصين، يتناول عشرات التجارب السريرية والمعملية المثبتة عن تأثير التوقّعات وغيرها، من النّاحيتين النفسية والجسدية.
قد يساعدك هذا الكتاب على أن ترفع حاجزًا تأخّر وضعه كثيراً، بينك وأناسًا مسمومين، لا يف
وّتون على أنفسهم فرصةً لنعتك بصفات، من شأنها أن تؤثّر فيك على المدى الطّويل بشكل لافت دون أن تدري. فالاستعارة على حدّ عبارة ديريك “أكثر من مجرد كونها صورة بلاغية أدبيّة، إنّها منعكس إدراكيّ أيضًا”. وربّما أخذ هذا الكتاب بيدك، لتتسنّى لك مراقبة خواطرك قبل أن تتحول إلى أفكار، ومراقبة أفكارك قبل أن تتحوَّل إلى أفعال، وأفعالك قبل أن تتحوّل إلى عادات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب