كتاب معنى الحياة وقيمتها – رودولف كريستوف أويكن
ينطلق أُويْكِن من الحياة باعتبارها مركز تفكيره. وقد لاحظ أنّ الطبيعة لا يمكن أن تكون منطلق الحياة ومنتهاها، مثلما اعتقد بعض معاصريه تحت تأثير الطفرة العلميّة التي تحقّقت في القرن التاسع عشر، ولا سيما نظريّة داروين.
ومع أنّ أويكن لم ينكر أهميّة الحياة الطبيعيّة، فهو يعتقد أنّها تشكّل مستوى أدنى من الحياة في حين تمثّل «الحياة الروحيّة» مستوى أعلى وهي تتميّز باستقلاليّتها، أي تحرّرها من الحتميّة التي تخضع لها الطبيعة. وبذلك يتحقّق التوازن، في رأيه، بين اعتبار الحياة جزء من الطبيعة، وهو ما يُفْقِدُهَا الحريّة بسبب خضوعها للحتميّة، وبين النزعة الفرديّة التي تضع الفرد وحريّته في أساس كلّ تصوّر، وتخسر الحياة بالتالي حقيقتها الموضوعيّة وثباتها. أي إنّه يقف ضد المذهبين الطبيعي والعقلاني. فكلاهما، حسب رأي أويكن، لا يعترف بالإنسان من حيث كونه شخصا أي فردا حرّا.
ويستند المذهب الطبيعي إلى مذاهب الفلسفة الوضعيّة والماديّة التي تلتقي في اعتبار المجتمع والطبيعة خَاضِعَيْن لنفس المبادئ الحتميّة وهو ما يعني أنّ كِلَيْهِمَا موضوع للدراسة العلميّة بنفس المنهج. ولذا فقد اعتبر أويكن مذهبه «مثاليّة جديدة» نشأت في مواجهة تحديّات مختلفة عن تلك التي ميّزت سياق ظهور المثالية الألمانية السابقة عليه لدى كانط وهيغل وفيشته على سبيل المثال.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب