كتاب هل تحتاج المرأة المسلمة إلى إنقاذ – ليلى أبو لغد
كتبتُ هذا الكتاب لجمهور غربيٍّ في المقام الأوَّل. شعرتُ بأنّ من واجبي الشروع في هذه المهمة حينما رأيتُ توظيف الحركات النسوية واستخدام القلق «المُعلن» بشأن النّساء المسلمات في تبرير تصعيد التدخّلات العسكرية الأمريكية والأوروبية في منطقتنا، أوَّلا في أفغانستان ثمَّ في العراق. لقد كانت الحرب تُشنّ باسم إنقاذ النساء المُسلمات.
وبعد عشرين عامًا من العمل على هذا الكتاب، ها هي الولايات المتحدة وحلفاؤها ينسحبون من أفغانستان، مخلِّفين ورائهم الدَّمار وانعدام الأمن والاستقرار. بعد عشرين عامًا، أشعر أيضا بالحماسة والقلق بشأن نشر هذه الترجمة العربية.
يشرفني أن يُصبح البحث الذي أجريتُه والحجج التي قدّمتُها متاحين لشريحةٍ أكبر من القراء، وآمل أن يفتح هذا الأمر الباب أمام نقاشات جديدة ضمن هذا السياق المختلف للغاية. بيد أن القلق يساورني كذلك بشأن الكيفية التي ستحمل بها هذه الترجمة كلماتي وأفكاري، ليس عبر اللُّغاتِ وحسب، بل وعبر عوالم وأزمنة اجتماعية وسياسية مختلفة جذريًا. كيف ستسافر؟ أتوقع أن يولّد توفّر الكتاب باللغة العربية مناقشات مختلفة عن تلك التي أثارها في السياقات الأوروبية الأمريكية، حيث المسلمون أقليات متعددة الثقافات، وحيث يُعدُّ تصنيف العرب على أساس عرقي والتعامل معهم باعتبارهم تهديداتٍ أمنية في تزايد.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب