قريبا

رواية يخبئ في جيبه قصيدة – منجية إبراهيم

بقدر سيطرة سمة أدب السجون على رواية «يخبئ في جيبه قصيدة»، فإن سمة أخرى تنحاز نحوها الكاتبة منجية إبراهيم هي السمة المُؤلِّفة لدفقات الألم، والفراغ النفسي للكائن الفرد، وما تفرزه في السياق من إشراقات نثرية ولحظات استبطان وجداني. قصدت به الكاتبة إلى توثيق ذاكرة السجن، وتشخيص العزلة عن المشترك الإنساني، ورسم معالم فقدان كل شيء؛ الحرية، والكرامة، والأهل والأصدقاء،..

لتمثل نوعاً من كتابة سردية ممتدة عاطفياً ومتصلة بما هو مشترك مع الآخرين، وتفعل ذلك الكاتبة من خلال رصد سيرة سجن استثنائي، تعكس نوعاً من تلك العلاقة الملتبسة بين رجال السلطة ووسائل الإعلام، في العالم العربي بما فيها مصادرة حرية الرأي ومنع كشف رموز الفساد، حيث تمثل “أمنية العربي” شريحة الإعلاميين الباحثين عن الحقيقة في الرواية، استطاعت من خلال تحقيق أجرته، فضح وتوثيق جرائم ما يشبه المافيا لمجموعة من رموز السلطة ورجال الأعمال وما يقومون به من أعمال تصل إلى حدّ الاختطاف والقتل، والسرقات، وغسيل الأموال وتهريب المخدرات والإتجار بالأعضاء البشرية.. وبالأطعمة منتهية الصلاحية، والأدوية الفاسدة، وسرقة ونهب مقدرات الوطن.. وعلى الرغم من النجاح الذي حققته وتصفيق الجميع لها.. إلّا أن مصيرها سيكون الاعتقال والسجن. وبذلك تكون الكاتبة قد لامست واحداً من مثلّث المحرمات العربي التي يتهيّب كثيرون الاقتراب منها بخطاب روائي جريء يكسر ثقافة الصمت ويشكل نوعاً من الاقتحام لعالم الخراب الذي يعيشه الإنسان العربي اليوم. من أجواء الرواية نقرأ: “أكتب إليكم بقلبٍ عربي مجبول بعزمِ امرؤ القيس، معجون ببأسِ بن شداد، مخبوزٍ بكبرياء المتنّبي، مفجوعٍ كشِعرِ الخنساءُ، موجوعٍ كحزنِ أبي فراس..

أكتبُ لأخبركم أنني سأتنازل عن بقية ما تبقى من عروبتي حتى إشعار آخر، أتنازل عنها للفقراء والمساكين، لعابري السبيل والمؤلفة قلوبهم والغارمين..! أكتب إليكم يا رِجال القبيلة وأنا ألعنُ شوَاربَكم التي حَلَقَتْها شفراتُ “جيليت” وألعنُ أرْجلَ خُيولكم التي تعثّرتْ بأثواب هيلاري وكونداليزا وميركل وآشتون وتسيبي ليفني، ألعنُ نخوتكم التي ضيعتموها مقابل سراويل “جورج أرماني”، وعطور “بوص”، وبدلات كالفن كلاين..!”.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى